كشف موقع "واللا" الإسرائيلي في تقرير له عن فشل التوقعات الأمريكية بفوز حماس عام 2006 في الانتخابات التشريعية، بالإضافة لعدم استماع أولمرت لنصائح رئيس الشاباك. وبدأ الموقع الإسرائيلي تقريره بمحاولات استئناف عملية السلام والمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وتل أبيب خلال خريف عام 2008، حيث كانت بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت. وزعم موقع "واللا" أن المفاوضات كادت أن تنهي الصراع بين الجانبين لولا رفض أبو مازن لاستكمال مسيرة المفاوضات. وأضاف "واللا" أنه مع الأيام الأولي لرئاسة أولمرت للحكومة وجد إرث تركه له سابقه أرئيل شارون عقب إصابته بجلطة دماغية في الرابع من يناير عام 2006. وأوضح "واللا" أن شارون قد قرر في جلسة قبل إصابته بالجلطة بأشهر معدودة عدم تدخل إسرائيل في انتخابات السلطة عبر محاولة إفشالها، على الرغم من تحذيرات رئيس الشابك حينها "يوفال ديسكين" بأن النتائج ستكون لصالح حماس. وحسب "واللا" فإنه في أعقاب هذه الجلسة كان شارون يقوم برحلة لنيويورك لحضور جلسة الجمعية العامة وحينها ناشده ديسكين بأن يطالب واشنطن بالتخلي عن حلم الديمقراطية الفلسطينية، وذلك لخطورة الضرر بموقف فتح و أبو مازن. ولفت ديسكين إلى أن فتح خلال هذه الفترة كانت ضعيفة ومعظم قياداتها معتقلة داخل السجون أو شهيدة، وكذلك حماس لكن استطلاعات الرأي كانت تشير لتزايد في مساندة حماس رغم وجود فجوة كبيرة لصالح فتح في ذلك الحين حيث كان نصيب حماس حوالي الثلث فقط. وصرح ديسكين أن إيمان الحكومة الأمريكية باستطلاعات الرأي التى أشارت لتقدم فتح كانت خاطئة، موضحا أن البيت البيض كان يعتقد بأن انضمام حماس للمعارضة سيجعلها أكثر اعتدالا وترويضا، مضيفا أن شارون بعد زيارته لنيويورك في سبتمبر قرر فتح الانتخابات الفلسطينية حتى في مناطق القدسالشرقية بناء على طلب من أبو مازن. وصرح عضو مقرب من أولمرت قائلا :مع دخول شارون في الغيبوبة لم يكن خليفته أولمرت يريد القضاء على وعده لأبو مازن، لذلك لم يكن أمامه سوى وضع جنود بالبنادق لمنع التصويت لكن هذه الخطوة لها انعاكس دولي كبير. ولفت "واللا" إلى أنه قبل أسابيع من بدء الانتخابات الفلسطينية سمعت التصاريح من كبار القيادات في السلطة الفلسطينية تطالب إسرائيل بإلغاء الانتخابات في القدسالشرقية، مشيرا إلى أن أبو مازن عارض هذه الخطوة في البداية خاصة أنه لا يوجد مبرر كاف يقدم أمام حماس لتأجيل الانتخابات. وأوضح "واللا" أنه قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات طلب صائب عريقات من رجال شارون إنقاذ عباس من الهزيمة في الانتخابات عبر إلغاء الانتخابات بالقدسالشرقية، مضيفا أن السلطة ستهاجم تل أبيب حال القيام بهذا وتتهمها بأنها غير مستعدة لتأمين الانتخابات بها. وأوضح "واللا" أن لقاء مماثل جري بين عضو بارز مقرب من عباس ومعاون لوزيرة الخارجية الأمريكية رايس حذر فيه من خطورة وضع فتح وخسارتها في الانتخابات، مناشدا واشنطن بتأجيل الانتخابات 6 شهور عبر إعلان إسرائيل رفضها لإجراء الانتخابات بالقدسالشرقية. وبعد التطمينات الأمريكية بفوز فتح، نشرت النائج الحقيقية لتتأكد حينها واشنطن من خطأ تقيماتها حيث حصلت فتح على 44 مقعدا فقط بينما حماس فازت ب 75 مقعدا. وتسبب فوز حماس في صدمة أمريكا وإسرائيل وعدد من الدول الغربية، مضيفا أنه وجدت صعوبة في هضم هذه الضربة الأمر الذي استوجب زيارة من أولمرت لواشنطن خلال شهر أبريل، لكن جاء خطف شاليط وحرب لبنان الثانية فأضعفت موقف أولمرت.