اهتمت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بظاهرة التحرش الجنسي بالسيدات في مصر، قائلة: تفاقمت ظاهرة التحرش الجنسي مؤخرًا وأصبحت أكثر عنفًا وفجاجة؛ خاصة في ظل غياب المواجهة الأمنية أو تشريع قانوني يتعامل معها، حيث يجرم القانون المصري الاعتداء الجنسي ولكنه لا يجرم التحرش الجنسي. ورصدت أيضًا تجربة أحد الشباب وهو "وليد حمّاد" الذي تجول في شوارع القاهرة متخفيًا في ملابس فتاة محجبة تتبعه كاميرات خفية كأحد الفقرات في برنامج "أول الخيط"، الذي يناقش ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، في محاولة من البرنامج لكشف حجم ما تتعرض له المرأة المصرية من تحرشات ومضايقات في هذا المجتمع الذكوري. وألمحت إلى ظهور عدد من المبادرات التي تسعى للحد من الظاهرة، بالإضافة إلى مجموعات أخرى تعمل على حماية المرأة خلال التجمعات العامة، خاصة الاحتجاجات الكبيرة، أو في الأعياد، حيث تتزايد ظاهرة التحرش الجنسي الجماعي. وأضافت أن هذه المجموعات وفّرت دروسًا لتعليم السيدات الدفاع عن أنفسهن، وظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي حملات لنشر صورة واسم المتحرشين. ويقول أحد رجال الدين المحافظين وبعض المسئولين الحكوميين الذين يلقون باللوم على المرأة: "إنها هي من يحث على التحرش الجنسي باختلاطها مع الرجال"، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في مصر، خاصة بعد زيادة حدة الاستقطاب السياسي في أعقاب الثورة المصرية. وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه في الشهر الماضي أصدر مركز مصر الديموجرافي التابع للأمم المتحدة تقريرًا، يفيد أن 99% من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع في سبع محافظات يعانون من مشاكل التحرش الجنسي ابتداء من المضايقات الطفيفة إلى الاغتصاب. في السياق ذاته تقول "مزن حسن"، ناشطة في مجال حقوق المرأة وتعمل مع ضحايا الاعتداء الجنسي، "المشكلة سوف تتفاقم طالما لا يوجد قانون لمعاقبة المتحرشين، ولا توجد تحقيقات في تلك الانتهاكات العنيفة، بالإضافة إلى أن الحكومة لا تريد الاعتراف بأن هناك مشكلة". ولفتت إلى أن "حمّاد" قد تعرض للكثير من محاولات التحرش حتى أن أحدهم عرض عليه أربعة آلاف جنيه لإقامة علاقة معه، وعن مشاعره وهو يسير كامرأة في الشارع قال حمّاد" يجب أن تظل في حالة من الانتباه الدائم."