مناضل يساري ينتمي لجيل السبعينيات ذلك الجيل الذي غنى له الشيخ إمام " رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تاني" إبان نضالهم ضد التوجه الرأسمالي والانقلاب على منجزات ثورة يوليو وبخاصة الاجتماعية والاقتصادية منها، بدأ نضاله منذ مظاهرات الطلاب عام 1968 مرور باحتجاجات 1972 المطالبة بالحرب ضد الكيان الصهيوني ثم انتفاضة 18 و 19 يناير 1977 ضد غلاء الأسعار ضمن اللجنة الوطنية العليا للطلاب التي قادت تلك التظاهرات، ثم تأسيسه مع عدد من القوى الوطنية لحركة كفاية التي كانت أول من نادى بإسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2004 وكانت مظاهراتها "بروفة حقيقية" لثورة 25 يناير...إنه المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والتي لا ينسى أحد دورها في جمع توكيلات تنادي بالإصلاح السياسي عقب انتخابات 2010 المزورة، ووكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري. يحدثنا شعبان عن رأيه في التعديل الوزاري الأخير و تقييمه لآداء جماعة الإخوان المسلمين وقوى المعارضة وخاصة جبهة الانقاذ، وانخفاض دور الجمعية الوطنية للتغييرفي الشارع، وعن الحلول المتوقعة لحل الأزمة السياسية القائمة ورأيه في نزول الجيش إلى الشارع ..بالإضافة إلى عدد من القضايا الهامة. في البداية سألناه....ماتقييمك لظاهرة العنف فى الشارع المصرى وبما تنذر ؟ العنف في الشارع المصري من أكثر ما يثير قلقي خوفًا على مستقبل مجتمع كان يتسم بالإنسانية ، إلا أن له مبرراته التي من بينها تحطيم دولة القانون ، فعندما تضرب بقواعد المحكمة عرض الحائط ، وتُهين القضاة وتشهر بهم ، و تجعل من جماعتك بديلاً ، وحينما تعمل على تفعيل قضاء موازي للقضاء الحالى، كل ذلك يعطي للمواطن إنطباعًا بأن دولة القانون انتهت وبالتالي يسير الجميع بمبدأ "القوة" . إضافة إلى ترويع المجتمع بشعارات عامة دون أن تستند إلى ظروف موضوعية مثل "تطبيق الحدود" التي أوهموا الناس أنها حق متاح لكل فرد ، بينما تطبيقها له ضمانات وهو رهن بشروط دقيقة جدًا . المواطن أصبح يشعر بأن النظام الحاكم بمثابة خصم له ، ولا يصح للخصم أن يحكم عليه ، لذلك يستخدم العنف، وأكبر دليل على ذلك ما حدث في الشرقية مع ابن أحد قيادات جماعة الإخوان الذي اختلف مع جيرانه وحدثت في أعقابها اشتبكات كبيرة ، فالمسئول مباشرة عن تلك الأمور هو رئيس الجمهورية محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد وكل الجماعات الإسلامية التي أشاعت ثقافة الكفر بالقانون والديمقراطية واستخدام العنف في مواجهه الآخرين . *كيف ترى الحركة الطلابية الآن وما هو المطلوب منها ؟ أسعد جدًا بالحركة الطلابية الشابة ، فعلى مدى ما يقرب من خمسين عامًا ، لأول مرة نجد تيارات عارمة من الشباب تهتم بالعمل العام والسياسى وتهتم بمصالح مصر ,والحركات الطلابية منذ تاريخها تلعب دورا كبير فى قيادة العمل الوطنى فى مصر ، ولكن ما ينقصها الآن هو تحقيق مكاسب أكثر ، ولكنها على كل حال حققت إنجازات كبيرة، رغمما تتعرض له من محاولات قمعية ووضع ألإرادها في السجون ونسيان دورهم الكبير الذي لعبوه في الثورة المصرية. *هل ترى أن جماعة الإخوان المسلمين من الممكن أن ترحل عن الحكم بالطرق الديمقراطية ؟ أنا في تقديري أن حكم الإخوان المسلمين انتهى ، وحتى وهم في ظل سيطرتهم على كل مؤسسات الدولة إلا أن حكمهم انتهى ، مثلما انتهى حكم مبارك يوم 12 ديسمبر عام 2004 عندما خرجت حركة كفاية تعبر عن غضبها منه ، ومثلما انتهى حكم جمال عبد الناصر يوم 21 فبراير 1968 حينما خرجت الجماهير تهتف ضد النظام بسبب الأحكام الضعيفة التي نالها قيادات سلاح الطيران، ومثلما انتهى أيضا حكم أنور السادات يوم 19 و18 يناير"انتفاضة الخبز" . فمهما طال حكم الإخوان سينتهى ، لأن شراره النهاية قد اشتعلت ، ولكن ما يسرع سقوطهم أن يتحرك الشعب وينزل إلى الشارع وأن يعود للشعب وتيرة العمل الجماعى ضد نظام "فاشى وطاغي " وأنا متفائل أن هناك موجه جديدة للثورة القادمة ستكون شعاراتها إجتماعية وقواها الأساسية هى الطبقات الكادحة في المجتمع، فعلى أمل أن نرى العمال والفلاحين والطبقات الفقيرة يسقطون دولة المرشد ودولة الإخوان ودولة القهر . *ما تقييمك لحملة " تمرد" وهل تتشابه مع التوكيلات التي نادى بها البرادعي قبل الثورة ؟ أيا كان مصير حملة تمرد ودرجة نجاحها مجرد انطلاقها وبدايتها شئ إيجابى جدا من هؤلاء الشباب الذين بادروا بتلك الحملة، فأنا أوجه التحية إليهم لأن هؤلاء الشباب لديهم رؤية وإرادة قوية ، و"سحب الثقة " تعتبر حملة جديدة من العمل الجماهيرى السياسي الذى يشكل ضغط شعبى على النظام الذى يتحرك وسط الشعب ويأثر فيهم ، فحملة مثل تلك تعمل على تشكيل وعى كبير فى المجتمع المصري، على الرغم من تحفظى عليهم فى دعوتهم لعمل إنتخابات رئاسية مبكرة ، لأن الحالة فى مصر الآن لا تجدى بها عمل إنتخابات رئاسية مبكرة لأن هذا الأمر يعنى أنك تجري انتخابات جديدة وفق منظومة القوانين والدستور التي وضعتها جماعة الإخوان المسلمين ، وبمجرد الدخول في انتخابات رئاسية مبكرة على هذة القواعد يعنى الإعتراف بما قامت به الجماعة في عهدها من قوانين ودستور وقواعد للعمل وغيره وجميعها مخالفة للأعراف الديمقراطية وتستهدف فقط ضرب الشرعية الثورية . وعلى الرغم من تلك التحفظات إلا إنى معهم تماما لأن يكفى إرادتهم و ووجود هدف لديهم وإصرار على تحقيق ما بدءوا من ثورة . *كيف ترى التعديلات الوزارية ؟ انا لا أستطيع أن اطلق عليه "تعديل وزارى" مثلما يقولون ، لكنه "تمكين وزارى" ، لأن الوزارة القائمة كان بها نقاط ضعف لدى مكتب الإرشاد ومؤسسة الرئاسة، وتحديدا أن الأعضاءالذين أقيلوا من الوزارة لم يكونو أعضاء بالجماعة، أو كان آدائه أقل مما توقعته فيما يخص " الأخونة" أو التمكين، أو أن الوقت قد حان لسيطرة الإخوان على الوزارة بقبضتهم المباشرة دون أي شائبة تعكر فكرهم، خاصة بعد أن تمت السيطرة على مؤسسة الرئاسة و القضاء .. وما يؤكد كلامي أن كل الوزارء الجدد من جماعة الإخوان المسلمين أو المؤيدين لها ، ووصل الأمر إلى أنهم جاءوا بشخص مجهول ووضعوه وزير للثقافة، لضمان السيطرة على الوزارات التى ستلعب دور كبير فى الفترة المقبلة ممن أجل تزوير الإنتخابات وتزيف الوعي والإرداة الشعبية أثناء الإنتخابات البرلمانية المقبلة، في ظل علمهم بتضاؤل شعبيتهم في الشارع. اما عن استمرارالدكتور هشام قنديل فهذا أمر طبيعى ، لأنه يلعب دور "المايسترو" في تنفيذ ما تخططه الجماعة من "أخونة" كل مؤسسات الدولة وتزوير الإنتخابات وقمع الثورة والثوار . *هل ترى أن جبهة الإنقاذ ابتعدت عن الشارع المصرى وتلبيته مطالبه ؟ هذا صحيح ، لأنها تسير بإيقاع بطئ جدا وهناك مسافات بينها وبين الشارع المصرى ، وأنا أرى إنها فى الفترة السابقة لم تؤدى واجبابتها وأضاعت العديد من الفرص التى كانت أمامها , ورغم ذلك لا ننكر ما أنجزته، أهمها توحيد صفوف المعارضة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والوقوف فى وجه "أخونة" الدولة.. لكنها مُطالبة الآن أن تعلن بدائل لحل المشكلات التى يتعرض لها الشارع، بالإضافة لضرورة نزولها والتحامها به بدرجة أكبر وتعلن تشكيل حكومة ظل تهتم بالملفات الأساسية فى الدولة كالحد الأدنى للأجور والصحة والتعليم بالإضافة للإعلان عن برلمان شعبى ,وإذا لم يحدث ذلك فمن المحتمل أن تخسر كل شئ . *ما رأيك فى الدعوات التى تتطالب بعودة الجيش مرة أخرى إلى الحياة السياسية ؟ تلك الدعوات سببها الأساسى ظاهرتين ، أولهما اكتشاف الفشل الذريع للإخوان المسلمين في إدارة الدولة وبؤس آدائهم في كل المواقع السياسة, والسبب الثاني أن المعارضة أصبحت لا تمثل الشارع المصري وتأخرها فى التواصل مع الناس, فأصبح المواطن المصرى يعيش فى حالة عجز وإفتقار لما يفعل ، وبدأ يبحث عن بديل ، ولم يجد أمامه سوى الجيش ولكنه لن ينزل إلى الشارع إلى في وجود سند شعبى واضح جدا مثل العصيان المدنى، ولذلك فالجماهير فى النهاية هى صاحبة تلك القرارات. وأرجو من الجيش في حالة نزوله أن تختص مهامه في إدارة الأمور وإعادة عجلة المجتمع إلى طبيعتها ثم العودة إلى مكانه الطبيعى مرة أخرى ، فلا يجب أن يغرق فى مستنقع السياسة وينسى دوره الأساسي فى الدفاع عن البلاد . *كيف ترى الوضع فى سوريا بعد الإنتهاكات الصهيونية لها ؟ كلنا مع الثورة فى دمشق وضد الإستبداد والقمع الشعبى وضد استخدام السلاح فى مواجهه الثورة ، لكن فى نفس اللحظة نحذر تماما من المسار الذي تسير به الثورة لأن من الواضح أن هناك أيادي خارجية فى "إسرائيل" وأمريكا وقطر وعدد كبير من الدول تعبث بسوريا، وبالتالى لا يجب الإندفاع دون رؤية فى مساندة الثورة، لأن سوريا بها إمتداد لتنظيم القاعدة، وهناك قوى عنصرية طائفية وهناك قوى ديكتاتورية. نحن معاديين للظلم وفى نفس اللحظة معادين للصهيونية وضد "إسرائيل" قلبا وقالبا لأنها العدو الأساسى لكل البلاد العربية ، فالموقف فى سوريا يحتاج لدقة وذكاء، ولا نريد أن نخدم الكيان الصهيوني بحجة الدفاع عن الثورة السورية. *لماذا انخفض نجم الجمعية الوطنية للتغيير بعد الثورة ؟ لأسباب موضوعية ، فالجمعية كان بها قطاع كبيرمن كل القوى المعارضة لنظام مبارك ، أما بعد الثورة أصبح قطاع واسع منها في السلطة كجماعة الإخوان المسلمين وحزب الوسط، بالإضافة إلى تشكيل جبهة الإنقاذ الوطني التي ضمت كل من كان بالجمعية ، لكنها تظل الضمير الوطنى الخالص الذى ليس له أي مصالح سوى مصر، ولا تنحاز لطرف على حساب آخر, ونحن فى طريقنا الآن لتنفيذ عدد من الخطط للنهوض بها والوصول لعدد كبير من المحافظات ، وتمكين القيادات الشبابية من الوصول لقطاع أكبر. *لماذا لم يتوحد اليسار حتى الآن ؟ أحد أسباب تفكك اليسار هو عجزه عن تجديد خلاياه الحية ودفع دم جديد في عروقه وعدم تطوير آليات تواصله مع المجتمع ، فكل تلك الأشياء تفتقد لإيجاد وحدة القوى اليسارية، ولقد طرحنا في الفترة الأخيرة فكرة توحيد كل قوى اليسار المصرى فى حزب كبير ، يضم مميزات كل الأحزاب اليسارية والذي إذا تم فسيكون قادرا على بناء مصر من جديد. وربما سيكون ذلك الحزب مجرد توحيد لقوى اليسار ثم عمل حلقة وصل بين أجيالنا والاجيال الشبابية ومن ثم نتراجع نحن ونتركه لهم ليديروه بعقلهم الأكثر وعيا *هل بالفعل رفض الرئيس محمد مرسى المشاركة في ثورة يناير ؟ نعم حدث ذلك ، فكنا نتناول العشاء فى بيت أحد الأصدقاء وكان ضمن الحضور الدكتور جمال زهران ، وبعد أن تناقشنا فيما بيننا سألت الدكتور مرسي سؤال مباشر وهو : الشباب دعا للنزول للشارع بعد أيان فما رأيك؟.. فرد قائلا نحن لن نشارك لأننا أكبر من ذلك ومن يريد النزول ينزل، ولا يصح أن نجري خلف عدد من الصبية. وفى نفس اليوم أعلن الدكتور عصام العريان عن عدم نزول الجماعة، وبالفعل نزلوا بعد 4 أيام من الثورة بعد أن علموا أن شرارتها قد انطلقت وفي طريقها للنجاح. "قنديل" مايسترو تنفيذ مخطط "الأخونة" المواطن يعتبر الدولة خصما له ولذلك انتشر العنف إيقاع جبهة الانقاذ البطئ سبب بعدها عن الشارع لا نريد أن نخدم الكيان الصهيوني بحجة الدفاع عن الثورة السورية