"مصر القوية" الحزب المُحير الذي نشط في الآونة الأخيرة، وظهر بمظهر المدافع عن القضايا العمالية مطالبًا بالحد الأدنى والأقصى للأجور وغيرها من الأمور التي طالما نادى بها اليسار المصري بشكل خاص منذ بداية الثورة وحتى من قبلها مما جعل بعض المحسوبين على اليسار المصري يصنفون الحزب ب"اليساري"، مؤكدين أن التحالف معه أمر صحيح وطبيعي بحجة أنه يهتم بقضايا مشتركة. على جانب آخر رفض الكثير من اليسارين وصف حزب مصر القوية باليساري مبدين تشككهم الدائم فيه، ورصدت "البديل"آراء اليساريين في الحزب وطرحت التساؤل: هل يمكن اعتباره يساريًا ؟. في هذا السياق قال عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إن عبد المنعم أبو الفتوح زار الحزب قبل دخوله الانتخابات مؤكدًا لنا أنه يريد تطبيق العدالة الاجتماعية، واستطرد قائلا أعرف أبو الفتوح منذ فترة كبيرة وأعرف عنه الصدق وليس هناك ما يدعوه إلى الكذب. وأضاف "شكر" أنه زار حزب مصر القوية، واجتمع بشباب الحزب ورأى أنه ليس هناك ما يدعو إلى اتهام الحزب بمصطلحات مثل "الانتهازية"، لافتًا إلى أن الحزب يُصنف كحزب من خلفية إسلامية يميل إلى العدالة الاجتماعية. وعن سؤاله عن دعوة حزب التحالف لتكوين جبهة مع حزب القوية قال وكيل مؤسسي التحالف إن الجبهات السياسية تتشكل حسب البرامج بغض النظر عن الأسماء، ولا مشكلة في تكوين جبهة مع مصر القوية، ولكن القرار النهائي يعود للحزب. أما هاني عبد الراضي القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي فقال: إن حزب مصر القوية هو حزب يمثل الانتهازية السياسية في أعلى درجاتها، وبرنامجه السياسي أو الاقتصادي لا يمت للعدالة الاجتماعية بصلة ولكنه يظهر كمتبن لقضايا العمال والفقراء، وهو أمر سطحي وليس موقفا نهائيا للحزب. وأكد "عبد الراضي" أن اليسار لا يجب أن يثق في حزب مصر القوية، فرئيسه كان عضوًا بمكتب إرشاد الإخوان المسلمين وعضوا بارزا في الجماعة لمدة 35 عاما، فضلا عن أن الدكتور أبو الفتوح اعترف بنفسه في مذكراته أنه حمل "الشوم والجنازير" لضرب التيارات اليسارية في السبعينيات وهؤلاء الذين ضربهم أبو الفتوح هم قيادات الأحزاب اليسارية ويعرفونه منذ أن كانوا شبابا، لذلك لا أتوقع أن ينخدع أحد في لعب دور الوسطية والاعتدال، ولن يفيد التمسح في العدالة الاجتماعية. وقال محمد الخزرجي عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع إن بعض اليساريين الذين يتعاونون مع عبد المنعم الفتوح وحزب مصر القوية، ويصفون الحزب ب"صاحب الميول اليسارية" ، ليس لديهم بوصلة ولا يعرفون العدو من الصديق، ويفقدون مع مرور الوقت مصداقيتهم حيث إن غالبية شباب اليسار لا يثقون فيمن ينحدر من "أصول إخوانية" حتى وإن ادعى أنه مع قضايا العدالة الاجتماعية. وأضاف "الخزرجي"، على "أبو الفتوح" أن يكف عن ادعاء أن له ميولا يسارية، لأن الأمر مضحك جدا؛ فالكل يعرف أنه كان عضوا بارزا في جماعة تعادي العمال والطبقات الكادحة وتتعامل معهم بتعال شديد، كما أن التاريخ يذكر جيدا أن الإخوان المسلمين عادوا العمال والطلبة وغيرهم من الفئات في عديد من المواقف.