"كم من ثورة قضى عليها حلفاؤها، فانظر من تحالف وكم حق أريد به باطل، فحصل طالب الباطل على باطله ولم يحصل طالب الحق إلا على الحسرة".. كلمات للشاعر "تميم البرغوثي" تعبر عن حالنا في الوقت الحالي. ثلاثمائة يوم مرت على حكم الرئيس محمد مرسي للبلاد، تجسدت فيها حالة العناد السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وإصرارهم على التشبث بآرائهم في إدارة شئون البلاد وتجاهلهم لكل مطالب القوى السياسية والثورية بل وصل الأمر إلى حبس كل من يعارضهم في السجون، وعدم تنفيذ وعودهم التي وعدوا بها الثوار من القصاص العادل من كل فاسد وظالم من رموز النظام السابق بل وصل الأمر أيضًا إلى خروج كل رموز النظام السابق خارج السجون، وكأن الأمر تحول ليبقى الثوار في قفص الاتهام ويخرج المتهمون الفاسدون من السجون وكأن ثورة لمتقم.. "مسلسل الاعتقال للثوار والبراءات لرموز النظام السابق". عاد القمع والاعتقال ليتصدران المشهد السياسي في مصر.. بدأ مسلسل اعتقال الثوار وقمعهم مع بداية تظاهرات ضد مرسي من قِبَل الثوار الذين طالبوا باستكمال أهداف الثورة والتي زادت في شعلة التظاهرات عقب الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي والتي تمت في محيط وزارة الداخلية وميدان التحرير، والتي راح ضحيتها العديد من النشطاء منهم "جيكا وكريستي ومحمدالشافعي" بالإضافة إلى وقوع العديد من الضحايا بالمحافظات واعتقال 20 شابًا في وقتها . ورغم علم الجميع ببداية مسلسل اعتقال الثوار فيعهد مرسي إلَّا أن أحدًا لا يعلم متى ينتهي؛ لأنه ما زال مستمرًا، آخر من تم اعتقالهم مجموعة من أبزر الشباب الذي شارك في الثورة المصرية.. وسجل نضالًا واضحًا ضد كل الأنظمة الفاسدة سواء كانت مبارك أو مرسى وهم "محمد عواد منسق حركة شباب من أجل العدالة والحرية.. أحمد دومة منسق حركة شباب الثورة العربية.. مينا السلفي عضو بارز بحركة 6 إبريل.. حسن مصطفى الناشط السياسي.. وعدد من أعضاء حركة 6 إبريل وحركة أحرار واتحاد شباب الثورة والاشتراكيين الثوريين". وفى الوقت الذى يُعتقل فيه خيرة شباب مصر الذين شاركوا في إسقاط نظام توغل فساده في مصر ل 30 عامًا، نجدرموز النظام البائد خارج السجون، لتستمر حلقات المسلسل "على جزئين.. "البراءات لكل رموز النظام السابق وعلى رأسهم مبارك الذيحصل على براءة في عدة قضايا أبرزها قتل المتظاهرين، والاعتقالات لكل رموز الثورة المصرية. "نشطاء سياسيون يتحدثون عن وجود الثوار في قفص الاتهام". رامزالمصري المتحدث الإعلامي باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي، قال: إن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم كل آليات القمع التي كان يستخدمها مبارك للقضاء على الثورة وشبابها. وأضاف أن الإخوان يسعون إلى إنهاء فكرة الثورة وإجهاضها بكل السبل في محاولة لتقديم قربان جديد إلى مبارك، وانتقامًا من شباب الثورة الذين كانوا السبب في خلع مبارك وتقديمه إلى المحاكمة وذلك كله خوفًا منهم حتى لا يكون مصير الجماعة كمصير مبارك وأعوانه، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تستعين بمبارك ورجاله؛ لخبرتهم في قمع المعارضة وتكميم أفواهها، ولكنهم لن ينجحوا؛ فما زال هناك شباب ينادي بالحرية، ولن يتخلى عنها مهما حدث حتى لو كان الثمن هو دماؤهم. محمد فؤاد عضو المكتب السياسي ل 6 إبريل قال: إن الإخوان هو نظام مبارك الثاني الذي يقمع الثوار، وربما يكون سبب دخول معارضي مرسي السجن الآن هو الخوف من أن يقصوهم عن الحكم مثلما أقصوا مبارك، ولكن ما يفعلونه هو أبشع أنواع الغباء السياسي. وفى السياق ذاته قال إبراهيم فضلون، عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية: إن جماعة الإخوان المسلمين ساهمت في وضع الثورة في قفص الاتهام بعد عامين من التخطيط؛ لإنجاح مخططهم الصهيوني - الأمريكي. موضحًا أن الثورة رفضت التبعية التي كان يضعنا نظام مبارك فيها؛ فعليه يجب القضاء على شباب الثورة حتى تستمر مصر دولة تابعة لأمريكا، والإخوان يسعون إلى ذلك بكل الطرق من خلال فتح المعتقلات مرة أخرى للمعارضة وتلفيق التهم بالباطل والاغتيالاتالمتعمدة لشباب الثورة منذ بداية عهد مرسي. وأشار إلى أن اليوم يمثل يوم أسود على الثورة المصرية فجميعنا يتجه إلى المحاكم لمساندة أصدقائه بدلًا من أن نذهب إلى المحاكم لانتظار حكم منصف في قتلة الثوار. " محللون سياسيون: الإخوان غير مدركين وقوفهم على أرض رخوة". ومن ناحية التحليل السياسي.. قال دكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسي بمركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الإخوان المسلمين يعانون الآن من حالة من العند السياسي؛ لشعورهم بالاستعلاء والتكبر وعدم الاعتراف بقوة القوى السياسية الأخرى ووجدوها على الساحة، فهم يسدون آذانهم عن سماع كل من يعارضهم، وإذا بالصدفة سمعوا من يعارضهم فيدخلوه السجن، مشيرًا إلى أن مرسى أصبح صورة كربونية من نظام مبارك. وتوقع "ربيع" أنه سيكون هناك انتفاضة كبيرة على نظام مرسي وخاصة بعدما يجد النشطاء الذين قاموا بالثورة النار تكويهم، فهم قاموا بالثورة ليكونوا أحرارًا طلقاءً لا ليكونوا داخل السجون كالمجرمين.