احتفل بيت الشعر العربي بالذكرى المائة والخمسين لميلاد الشاعر الإيطالي "جبراييلي دانونزيو" بحضور المستشار الثقافي للسفارة الإيطالية بالقاهرة "دانتي" والشعراء أحمد عبد المعطي حجازي، حسن طلب، السماح عبد الله، محمد سليمان. في بداية الحفل تحدث حجازي عن تاريخ العلاقات المصرية الإيطالية، قائلاً إن الرومان حكموا مصر في العصور القديمة، و آلهة مصر إيزيس كانت تعبد في روما، مشيرًا إلى قوة العلاقات الثقافية بين الدولتين. وذكر حجازي عددًا من كبار الشعراء الإيطاليين الذين ولدوا في مدينة الإسكندرية، ثم رحلوا الي إيطاليا وفرنسا، مثل " أونجرتي ومارتيني" ومجبر الصقلي الذي ولد في صقلية وعاش في الإسكندرية، موضحًا أن صقلية كانت امتدادًا سياسيًّا وثقافيًّا للعالم العربي طيلة ثلاثة قرون. وفي حديثه عن الشاعر الإيطالي "دانونزيو" قال حجازي "دانونزيو ولد في عام 1863 وتوفي عام 1938، أي عاش مناصفة بين القرنين التاسع عشر والعشرين، وإذا أردنا أن نعرفه فعلينا أن نعرف إيطاليا في القرن التاسع عشر، حيث كانت تجاهد في سبيل وحدتها وحريتها، وكانت متأثرة بالثورة الفرنسية، ومن هنا فإن المناخ الذي ظهر فيه دانونزيو هو مناخ التجديد والروماتيكية والخروج من أسر العصور الوسطى نهائيًّا، والفصل الكامل بين الدين والسياسة، والمطالبة بالدولة الوطنية، وهي مطالب هزت دولاً كثيرة في أوروبا، وتلك هي أوروبا التي ظهر فيها دانونزيو، ظهر لكي يغني للحرية والطبيعة ويغني للمرأة أيضًا، كما نذكر عددًا من شعراء أوروبا الذين لم يكن الشعر همهم الوحيد، بل كان الوطن والحرية، ومنهم لامارتي، لورد بايرون الذي ترك إنجلترا ورحل الي اليونان وشارك اليونانيين من أجل الحرية". وعن علاقة دانونزيو بموسوليني والفاشية قال حجازي إن بعض المؤرخين يقللون من أهمية هذه العلاقة، والبعض الآخر يقف عندها ويؤكد أن دانونزيو كان مع الحرب الإيطالية في الحبشة، بل كان متعاطفًا مع الفاشيين، واستكمل حديثه قائلاً "علاقة دانونزيو بالفاشيين جانب لا نستطيع تجاهله؛ لأن الشاعر عليه أن يقف بجانب الحرية ليس فقط في وطنه بل في كل الأوطان". من جانبه قال المستشار الثقافي الإيطالي "دانتي" إن دانونزيو كان يعرف الكثير عن الثقافة العربية والإسلامية، حيث وجد بمكتبته 80 كتابًا عن الشعر والأدب العربي، كما يتضح من بعض الملاحظات التي كتبها بخط يده أنه درس هذه الكتب جيدًا. كما ذكر دانتي أن دانونزيو زار مصر عام 1898 ليلحق بحبيبته وملهمته "إيرمالادوس" التي احتلت مكانة عظيمة في حياته، حيث كان لها تمثال نصفي وضعه الشاعر في غرفته، وكان يغطي وجهها بالحجاب؛ حتى لا ينشغل بها عن الشعر. وتابع "دانونزيو كتب العديد من المذكرات عن حياته، بعضها حدث بالفعل، والبعض الآخر كان خياليًّا، فكان دائمًا يتخيل أن أشهر الموسيقيين في العالم ألف له معزوفه خاصة وأطلق عليها اسم معزوفة دانونزيو الخالدة، كما كان يرى في نفسه الرجل الخارق للعادة، وكان يقول للنقاد ستفهمون أشعاري بعد 60 عامًا من موتي. وعن علاقته بالفاشية قال دانتي إن بعض المؤرخين كانوا يقولون إن دانونزيو كان ملهمًا للأفكار الفاشية؛ نظرًا لاقتناعه بفلسفة نيتشه، ولكن المتبحر في شعره وحياته وتاريخه يكتشف أنه ضد الفاشيين. وتابع "ربما أثير الجدل حول هذه العلاقة؛ نتيجة لعلاقة دانونزيو بموسوليني، فعندما أراد موسوليني إبعاد دانونزيو عن الحياة السياسية جعله يعيش في حياة ثرية ويغدق عليه الكثير من الأموال، ومن هنا كان الجدل حول علاقته بالفاشية". وذكر دانتي أنه في عام 2008 نظم احتفالاً كبيرًا بدانونزيو في إيطاليا، وفي هذا اليوم كانت الطائرات توزع المنشورات التي تدعو للحرية والعدالة، مثلما كان يفعل دانونزيو؛ حيث كان ينظم احتفالات عالمية تحلق فيها الطائرات وتوزع منشورات تدعو للحرية والعدالة أيضًا. أحمد عبد المعطي حجازي: دانونزيو ظهر فيها دانونزيو، ظهر لكي يغني للحرية والطبيعة ويغني للمرأة أيضًا المستشار الثقافي الإيطالي: دانونزيو كان يعرف الكثير عن الثقافة العربية والإسلامية ولم يكن له علاقة بالفاشيين