"ألتراس ثورجي" و"البلاك بلوك" هما جزء من الكيانات الشبابية التي ولدت من رحم الثورة ، فقد اتخذوا لأنفسهم نمطا يميزهم عن غيرهم ، وكان العامل الذي يجمع بينهم هو "المفاجأة "؛ حيث تعود المصريون منهم أن يظهروا في بعض الأماكن دون أن يعلنوا عنها ، ولهم العديد من الأنشطة بشكل منظم وعلى مستوى أكثر من محافظة ، فلا يستطيع أحد أن يتكهن بالمكان والوقت الذي سيظهر فيه هؤلاء ، ولذلك كان من الصعب تعقبهم وملاحقتهم من قبل قوات الأمن ، ولكنهم في كل مرة يؤكدون أن لهم رسالة ويريدون توصيلها السلطة ، وكانت رسالة اليوم من ميدان التحرير هي "من النهاردة مفيش سلمية" . وكانت تظاهرات أمس في أكثر من مكان دليل قوي على شدة تنظيم هؤلاء الشباب ، والإستراتيجية التي يتبعونها في التعبير عن رأيهم ، وهي الظهور في عدد من المحافظات فى نفس الوقت ، ونفس الهدف ، حيث هددوا اليوم بإقتحام بعض المنشآت الحيوية وبعض مقرات جماعة الإخوان المسلمين ، وهو ما أدى إلى التواجد الأمني المكثف بمحافظة الشرقية ؛ نظرا لتأمين بيت الرئيس هناك ، كما نظموا عددا من المسيرات في طلعت حرب ومحطة مترو أنور السادات والإتحادية ، وأسباب هذا الظهور المباغت ل" ألتراس ثورجي " و" البلاك بلوك" يرصدها سياسيون ل " البديل" . أكد عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجيه أن النزول المفاجئ لشباب "التراس ثورجى" هو أمر طبيعى، فالكبت السياسي لديهم أصبح كبيرا ، مشيرا إلى انهم يرون أن مرسى فقد شرعيته ويستمر فى تجاهل مطالب الشعب والشباب، وكأنهم لم ينزلوا ولم يتظاهروا ،فربما يكون هؤلاء الشباب قرروا النزول المفاجئ فى كل المحافظات لعمل أكبر ضغط شعبى ممكن للتحقيق مطالبتهم فربما يستجيب مرسى مع الضغط الكبير فى كافة المحافظات ، والأمر الثانى ربما يكون تم ذلك بدون تخطيط منهم ،فعندما بدأ نزولهم فى إحدى المحافظات قرر شباب المحافظات الأخرى استغلال تلك النقطة والنزول لعمل ضغط أيضا ، موضحا أن سواء كان ذلك النزول بتخطيط مسبق إم لا ، فإن هدفه الأساسى هو "الضغط الشعبى " . وأضاف ربيع أن تنظيم "البلاك البلوك " تنظيم غير مفهوم حتى الآن ، ويقترن نزوله دائما بحدوث اشتباكات، وقرارت النائب العام بضبطهم وإحضارهم يثير حولهم الشكوك بشكل أكبر ، لكن نزولهم هو نوع من "الغضب" الشعبى . ومن جانبه أكد دكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن النزول المفاجئ للاولتراس ثورجى أو البلاك بلوك فى كل محافظات مصر ، هو شئ لم يكن فى الحسبان ، وهم يعلموا ذلك جيدا ، لذلك قرروا النزول المفاجئ ، بعد صمت الرئيس عن التجاوزات وعن ضرب وإعتقال المتظاهرين ، فادى ذلك لتصعيد الأمور من أجل تحقيق مطالبهم التى لم يحققها الرئيس . وأضاف سلمان قائلاً:'' ستكون تلك التظاهرات فى كافة المحافظات هي بمثابة إنذار، وهي التعلم من أخطاء السابقين؛ فرجال الإخوان تعالت تصريحاتهم بأن من يؤيد القضاء بلطجى وليسوا من الثوار، وهناك شيوخ تعالت فتواهم بأن إدارة الرئيس هي الصواب وأن على الثوار التخلي عن مطالبهم وكأن نظام مبارك لم ينتهي'' ، فكان من الطبيعى نزول هؤلاء . وأشار سلمان إلى أن"حزب الكنبة " يتعامل مع البلاك بلوك كأنهم أشخاص جاءوا من الفضاء من أجل التخريب فقط ، وليس كأنهم شباب ثورى فاض به فنزل ليقول كفى ظلم وكفى قمع ، واوضح إن الإخوان هم من يتعمدوا تشويه كل من ينزل ضدهم سواء كانوا قوي ثورية او بلاك بلوك . ومن ناحية أخرى قال مختار غباشى رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية إن البلاك بلوك أو التراس ثورجى نزولهم المفاجئ فى كل المحافظات هو أكبرمؤشر للخطر فهؤلاء نزلوا ليمنعوا العنف فى مقابل العنف، وهذا ربما يؤدى إلى مجازر ، فحينما يتعامل نظام مرسى مع المتظاهرين السلميين بالقنابل والخرطوش ، فكيف تتخيل ان يتعامل مع من هما غير سلميين ، وبعدها تتهيج القوى الثورية لمقتل فلان من قوات الامن . وأضاف أن جماعات البلاك بلوك وأولتراس ثورى هى جماعات تؤمن بالعنف وتستخدم القنابل والحجارة وتميل لتخريب الممتلكات العامة والدخول فى حرب شوارع مع الأمن ثم تتصرف سريعا بعد تحقيق هدفها ، وهذ الأمر الذى يؤكد إن تلك الجماعات غير ثورية لكنها جماعات "تخربية "، موضحا إنه على الرغم من إختلافه الكبير مع سياسيات مرسى ومع ما تقوم به الداخلية ، إلا انه لا يعتبر البلاك بلوك والتراس ثورجى ذراع لتيار سياسى وإنما هى قوى تخربيه ، فقدت الامل من نظام مرسى فاتجهت للعنف وهذا أمر مرفوض تماما. عمرو ربيع : نزول "اولتراس ثورجي وبلاك بلوك" نتيجة الكبت السياسي محمود سلمان : نزولهم المفاجئ يعد انذارا للنظام مختار غباشي : أولتراس ثورجي وبلاك بلوك جماعات تؤمن بالعنف