رغم مرور 40 عاما على توقيع معاهدة السلام، بين مصر واسرائيل، عقب حرب اكتوبر 1973، التى استهدفت انهاء حالة الحرب، بين مصر وإسرائيل، وإقامة علاقات ودية، وانسحاب إسرائيل من سيناء، ورغم ما أثارته المعاهدة من غضب وجدل، محليا وعربيا، حال توقيعها، كأن اليوم يرد على تخوفات معترضى الأمس، عندما نرصد مشكلات سيناء وأزماتها وارتباطها بشكل أو بأخر بالمعاهدة. استعرضت "البديل" أهم المشكلات، التى تواجه سيناء، بحثا عن أسباب الانفلات الامنى، وعلاقته باتفاقية السلام، والبدائل والحلول، التى يجب اتخاذها للقضاء على الفوضى الأمنية المسيطرة عليها. قال خالد عرفات، أمين حزب الكرامة بشمال سيناء:" رغم الاحتفال بذكرى تحرير سيناء، الا اننا لانشعر أن هناك عيد أو تحرير فى سيناء، نتيجة اتفاقية السلام، التى تسببت فى كل المشكلات، التى نعانيها الان. وأضاف أفضل تسميتها "اتفاقية احتلال سيناء" وليس تحريرها، فقدأدت الى غياب القوات المسلحة عن مساحة تقدر بنحو ثلاثة أرباع سيناء، ما أدى الى أنها أبصحت نهبا للفراغ الأمنى، الذى نسدد فاتورته اليوم، من انتشار الجماعات الجهادية المسلحة، مشيرا الى أن الفراغ الامنى يستهدف حماية أمن الكيان الصهيونى. وأضاف "عرفات" أن اتفاقية السلام، هى أحد معوقات التنمية فى شمال سيناء، لان تعميرها بمثابة اعلان حرب تنموية بشرية على الكيان الصهيونى، وهو ما لن تسمح به الولاياتالمتحدة. وأشار "عرفات" الى أن سيناء الان تشبه حال لبنان أيام الحرب الاهلية 1982، بمعنى أنها أصبحت ساحة مفتوحة لمختلف أجهزة الاستخبارات الدولية، موضحا لكى تبدأ التنمية الحقيقية، لابد من الغاء المعاهدة، ليكون للقوات المسلحة السيادة الكاملة على أراضيها. ويلخص العميد رشدى فخر الدين، الخبيرالأمنى والاستراتيجى، أحد أبناء شمال سيناء، الازمة في الخارجين عن القانون وتجار الاسلحة والذخائر، والمخدرات، وأصحاب الفكر التكفيرى، بالاضافة إلى تجار الانفاق. ورغم أن هؤلاء قلة لايتجاوز عددهم 10 الاف فرد، من اجمالى نصف مليون مواطن، لكنها قلة مؤثرة، تشترك فى حوادث قتل وخطف بالاكراه، وقطع طرق. وأشار "فخر الدين" الى محدودية تواجد القوات المسلحة، رغم دورها الحيوى فى تأمين الامن القومى، الا أن دورها محدود، نظرا لقلة عدد القوات، والتسليح والامكانيات، نتيجة لما تلتزم به مصر تجاه معاهدة السلام، لذا فان أحد حلول الانفلات الامنى والازمة السياسية فى شمال سيناء، أن تتحرك مصر على المستوى الدولى، بمخاطبة الاممالمتحدة، والضغط على أمريكا وإسرائيل، لاعادة صياغة اتفاقية كامب ديفيد، وخصوصا الملاحق الامنية، بما يضمن وجود قوات للجيش المصرى فى سيناء، بصفة دائمة فى المنطقة "ج "، التى تضم مركزى رفح والشيخ زويد، وهما من أبرز مناطق الفراغ العسكرى. واضاف "فخر الدين "أن منظمة فتح، تعد العنصر الثالث فى الازمة الامنية، مشيرا الى أنها كان لديها قوات قوامها 3 الاف مقاتل منذ 5 سنوات، وتم ادخالهم الى قطاع غزة، بمعرفة النظام السابق، نهاية 2008، بعد معركة الرصاص المثقوب، التى قامت بها اسرائيل، وعندما فشلت "تل ابيب" فى التغلب على تمرد القطاع، عاد نحو 2600 فرد الى الضفة الغربية، وتبقى نحو 400 منهم فى العريش، يتم استخدامهم كخلايا نائمة، فى الوقت المناسب، من قبل القيادة الفلسطينية، المتمثلة فى محمود عباس أبو مازن، وسليمان فياض، رئيس وزراء فلسطين الاسبق، ومحمد دحلان القيادى بحركة فتح. وقال" فخر الدين" إن العنصرالاخطر هو "الموساد الاسرائيلى "، الذى جند العشرات من الفلسطينين، للتخطيط للقلاقل والتفجيرات فى سيناء، بقصد احراج الدولة والجيش المصرى، والترويج امام المجتمع الدولى، بعدم قدرة جيش مصر للسيطرة على سيناء، بغرض تدويلها لحين الانقضاض عليها، استكمالا لحلم دولة اسرائيل الكبرى. وأشار د.اكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الىأن الانفلات الامنى، نتيجة نشاط الجهاديين والانفاق. واوضح أن أولى التحديات، التى تواجه سيناء، هى اختلال الكثافة السكانية، مقارنة بمساحتها ، التى تتجاوز 61كم مربع، مقابل نصف مليون مواطن فقط، مايشكل خطرا استراتيجيا، لان إعمار سيناء بالسكان يشكل مانعا طبيعيا ضد أى عمليات عسكرية. بعد مرور 40 عامًا على التحرير.. سيناء فى خطر وكلمة السر تعديل اتفاقية كامب ديفيد أمين حزب الكرامة بشمال سيناء:فضل تسمية المعاهدة بانها اتفاقية احتلال سيناء وليس تحريرها العميد رشدى فخرالدين: :سيناء الان تشبه حال لبنان ايام الحرب الاهلية عام 1982 د.إكرام بدر الدين: ضرورة الضغط الدولى على مصر لتعدي الملحق الامنى لمعاهدة السلام