بدأت فعاليات اليوم الأول لمؤتمر "اليسار والثورات العربية"، الذي يعقد اليوم والغد بالقاهرة، تحت رعاية "منتدى البدائل العربي للدراسات AFA"، ويرأس جلساته كل من منصور الأتاسي المعارض السوري، وعبد الله العكري المفكر السياسي، وخالد علي، المحامي الحقوقي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية. قال محمد العجاتي، المدير التنفيذي لمنتدى البدائل العربي: "قامت ثورات الربيع العربي رافعة مطالب العدالة الاجتماعية، جنبًا إلى جنب مع مطالب الحرية السياسية، مما جعل المراقبين يتوقعون صعودًا غير مسبوق لليسار بالمنطقة العربية، إلا أن ما حدث خلال مراحل التحول كان عكس ذلك، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول دور اليسار في ثورات الربيع العربي، وعوامل صعود اليمين الديني، ومن هنا أتت الحاجة إلى عقد مؤتمر موسع بالقاهرة لرموز اليسار بالمنطقة العربية، من كتاب وسياسيين لدراسة آليات تصحيح المسار". ويضيف العجاتي: إن مؤتمر الثورات العربية يسعى إلى تقييم الأداء السياسي لليسار بمعناه الواسع في أعقاب الثورة، وإشكاليات التنظيم والحركة من أجل طرح رؤى تنظيمية ليسار ما بعد الثورات، فضلًا عن تفعيل العمل المشترك بين اليسار العربي، وإختيار فريق عمل في نهاية المؤتمر من أجل المتابعة". وحول صعود التيارات الإسلامية لقمة هرم السلطة بعد ثورات الربيع العربي، أرجع الباحث السياسي أيمن عبد المعطي، الذي قدم ورقة بحثية تحت عنوان "الثورة المصرية ودور اليسار- عوامل النجاح والفشل"، صعود اليمين الديني إلى رأس السلطة في مصر، إلى عدة عوامل، أهمها تناقضات المشهد السياسي المصري، فرغم ترديد الجماهير لمفردات الأجندة اليسارية الداعية لمجتمع العدالة والتغيير الشامل،والتنمية المستقلة،والانحياز للكادحيين والفقراء في الميادين العامة،وقلب ميدان التحرير، إلا أن اليسار بسبب عدم وجود تنظيم واسع،لم يستطع طرح نفسه كقوة منظمة،تسعى إلى جذب هذه الجماهير وتقودها في ثورتها ذات طابع يساري في مطالبها". قدم المؤتمر دراسة حالة حول مشاركة اليسار في ثورات الربيع العربي، ومحاولات إعادة التنظيم وتصحيح المسار في 6 دول، هي "مصر، تونس، اليمن، سوريا، البحرين، السودان"، وذلك بحضور نخبة من الباحثين والخبراء والسياسيين، من رموز اليسار في المنطقة العربية، منهم: فواز طرابلسي من لبنان، الدكتور عمرو عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ايسيكس بإنجلترا، وائل جمال مدير تحرير جريدة الشروق، الدكتورة نبيلة منيب، أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد من المغرب. إلى جانب مشاركة متميزة من الباحثة والناشطة اليسارية فرح قبيصي من لبنان، والأكاديمي الإيطالي جناريو جرفازيو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط، والمناضل الفلسطيني سلامة كيلة.