أكد الدكتور محمد نعمان جلال - باحث في الدراسات الإستراتيجية الدولية والفكر السياسي، خلال مؤتمر "الدين والسياسة علي مر العصور"، الذي عقد أمس الاثنين، بالمجلس الأعلي للثقافة في بحثه حول " الإسلام والنظام المدني للدولة" وجود عمليات خلط وتشويه عدة، سادت الكثير من الكتابات العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن كثير من العلماء العرب والمسلمين اعتمدوا علي النقل من الفلسفات اليونانية والفارسية والهندية، أو التي تأثرت بالتراثين اليهودي والمسيحي، لافتا إلى أن الأحبار والرهبان كانوا يعيشون في الجزيرة العربية، وتابع: لعل بعض تفسيرات القرآن الكريم وقع فيها هذا التأثر باليهوديات بالتحديد، موضحا أن مفهوم الدولة المدنية حديث النشأة، والأدق من الناحية العلمية، هو النظام المدني للدولة؛ موضحا أن الإسلام لم يعرف الدولة الدينية على الإطلاق، مشيرا إلى أن الباحث المدقق يكتشف كثيرا من الخلط والتشويه، الذي أحاط بالموضوع. وقال دكتور مجدي عبدالحافظ - أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الفقه السياسي بدأ في فجر الإسلام متصديا لمشكلات مجتمع القبيلة، وضرب آفات المجتمع في مقتل، حين اعتمد قواعده الأولي، التي تصدت للممارسات القديمة. وأضاف "عبدالحافظ"، أن الفقه الجديد استطاع إعادة الحيوية والمرونة لمجتمع كانت آفاقه قد سدت تماما أمام عامة الناس وعبيدهم، من خلال إقامة إمبراطورية أذهلت القاصي والداني، امتدت من الأندلس غربا إلى المحيط الهندي شرقا، إلا أن هذه الإمبراطورية العظيمة تراجعت بتراجع فقهائها، الذين تخلوا وتنازلوا عن جوهر العدالة والحق والاجتهاد في الفقه، مما أدى إلى تحول الفقه السياسي علي أيديهم، من أداة للتحرر والانعتاق والحشد، إلى أداة أخرى للقهر والعسف والظلم، باسم الدين ونصوصه المقدسة. وفي ورقته البحثية المعنونة: "تأملات حول فقه السلطة في الإسلام"، حاول "عبدالحافظ" أن يقدم تاريخ التراث الفقهي، مؤكدا أنه غير وجه المنطقة وحول جماعة من البدو الرحل إلى أمة سادت العالمين. وفي بحثه حول "الدين والسياسة في مصر الفرعونية" قال أستاذ الآثار الدكتور حازم أحمد عطية الله، إن الدين وعبادة الآلهة في مصر القديمة، وسيلة استخدمها المصريون في كل العصور للوصول إلى أهدافهم السياسية في حكم البلاد، وأصبح في الإمكان أن نعمم، أنه لا يمكن فصل السياسة عن الدين في مصر القديمة. وأضاف "عطية الله" أنه منذ عصر ما قبل الأسرات، ومع الاستقرار علي ضفاف نهر النيل في صورة جماعات، التي كونت ما أسميناه بحضارات ما قبل التاريخ، نجد التأثير الواضح للعقائد الدينية علي السياسة، والحكم خاصة الصراع الذي بدأ يطفو علي السطح مع محاولات توحيد شطري البلاد، وانعكاس الصراعات الإلهية، من خلال الأساطير؛ مثل الصراع القائم بين حورس وست، الذي يرمز لصراع حكام الجنوب والشمال.