أوضح التيار الشعبي المصري، عن تمكن حمدين صباحي- مؤسس التيار، من احتواء غضب عدد من الطلاب المعارضين له، من المنتمين للتيار الإسلامي، وذلك أثناء إلقاء كلمته، بمدرج كلية الهندسة بشبرا، وناشدهم أن يكون الخلاف معه بطريقة حضارية، وألا تتحول الندوة إلى "خناقة"، ومنح عددًا منهم فرصة الصعود إلى المنصة، لإبداء وجهة نظره، وعرض انتقاداته، وتوجيه الأسئلة المباشرة له. وعرض التيار الشعبي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، محاولة الطلاب المعارضين لصباحي مقاطعته أثناء كلمته، ردًا على إشادة طلاب التيار الشعبي، والحركات الثورية بالكلية، بمواقف "صباحي" وهتافهم المؤيد له. ومن أجل تهدئة الموقف المحتقن طالب "صباحي" المؤيدين له من طلاب التيار الشعبي، الذين تواجدوا بكثافة داخل المدرج، ألا يتعرضوا للمختلفين معهم، كما طالب معارضيه، بأن يختاروا من بينهم من يمثلهم لمناظرته وتوجيه الأسئلة والانتقادات له، وقال لهم "مش الأحسن إن حد منكم يجي يقول هو ضدي في إيه في الميكروفون"، مضيفا "لا أنا ولا أنتم هنمشي، البلد بلدنا ومش هطلع برة، وإذا اختلفنا على الطريقة التي تصل بها الثورة إلى بر الأمان، فيجب علينا أن نختلف في الحوار بطريقة محترمة، تليق بطلاب الجامعات". كما طالبهم أن يرفعوا ما يشاءون من لافتات لكن بطريقة سلمية وحضارية، فرفع بعضهم لافتات مكتوب عليها، "تسقط جبهة الخراب"، ورفع آخرون لافتات مكتوب عليها "جبهة عار ورئيس طرطور" و"الإنقاذ والإخوان عملة واحدة"، و"الحرية لكل سجين". ورد "صباحي" على مجمل ما وجهه له منتقديه من أسئلة، والتي تركزت على "ذمته المالية"، وموقفه المؤيد للقضاة في أزمتهم الأخيرة مع التيارات الاسلامية، وكذلك المواقف السياسية للمعارضة وجبهة الانقاذ الوطني. وبدأت الندوة التي نظمها اتحاد طلاب الكلية بعنوان "رؤية وطنية لحل المشكلة المصرية"، بعزف السلام الجمهوري، وبعدها هتف جمهور الندوة، ترحيبا ب "صباحي" وباقي المتحدثين، من بينهم النائبين السابقين "أمين إسكندر وباسم كامل، وردد الطلاب هتاف "يا حمدين قولها قوية..أنت رئيس الجمهورية "، "شمال يمين بنحبك ياحمدين"، و"يسقط يسقط حكم المرشد". وأثناء إلقاء "صباحي" كلمته اعترض منظمو الندوة، على وقوف بعض الطلاب المعارضين لجبهة الإنقاذ فوق المقاعد بمنتصف المدرج، وطالبوهم بالجلوس لكنهم رفضوا، ونشبت اشتباكات محدودة بالأيدي بين الطلاب وبعضهم، فناشدهم "صباحي" بالهدوء، ومواصلة الندوة، والخلاف بطريقة حضارية، فامتثل عدد قليل منهم، وواصل آخرون التشويش على الندوة. وقال "صباحي" في كلمته: "لقاؤنا اليوم للأمل، والنظر بيقين للمستقبل، وللتأكيد بأن مصر قادرة على تقديم أجيال جديدة للمستقبل"، مضيفا أن "عبقرية مصر في الوحدة والتنوع، والشعب المصري صاغ أهدافه الواضحة في شعارات الثورة، والشعب يلزمنا بتحقيق أهداف الثورة". كما ندّد مؤسس التيار الشعبي بعودة "زوار الفجر"، واعتقال الشباب والثوار، لتصفية الثورة، وقال "نتيجة اتحادات الطلاب عبرت عن حقيقه التنوع في مصر، وعن اتجاه الشارع المصري، مشيرًا إلى أن مصر تعاني من سلطة تنفرد بالقرار، وغياب العدل الاجتماعي عن سياساتها". وقدم "صباحي" أحد المعارضين له للحديث على المنصة، وهو شاب يدعي "حسين"، فقال موجها حديثه للقاعة : "اللي خلانا نعمل كدة إنهم رفضوا إننا ندخل.. واللي يتخلى عن مبادئه يبقى زي حمدين صباحي"، فرد عليه "صباحي" قائلا "أنا منعتك؟.. أنا ما منعتش حد ولو حد منعك يبقى غلطان"، وتابع: "أنا حضرت وانت وزمايلك كنتوا واقفين في آخر المدرج وأنا شايفكم، إعملوا اللي انتوا عايزينه بس خلونا نتكلم بطريقة حضارية". ورد صباحي على أسئلة معارضيه التي تركزت على ذمته المالية، ومعارضته للرئيس مرسي، وموقفه من الثورة السورية، وقال : "أنا المرشح الوحيد الذى قدم إقرار ذمة مالية مكتوبًا، ومُذاعًا على الهواء، أثناء انتخابات الرئاسة"، مشيرًا إلى أن حسابه في البنك لا يتجاوز 7 آلاف جنيه.وردا على موقفه من الرئيس "مرسي"، قال إنه "لم يبدأ معارضة الرئيس مرسي، إلا بعد إصداره الإعلان الاستبدادي الذي سماه الإعلان الدستوري"، وتساءل: "هل أحد يختلف معي أن مصر يحكمها جماعة واحدة دون باقي الفصائل؟". وردًا على سؤال عن البراءات التي يحصل عليها رموز النظام السابق، قال إنه "طالب بقوانين لإلحاق جزاء عادل لكل من تلوثت يده بدماء الشعب المصري، والمسئول عن القصاص للشهداء هو الرئيس، الذي كان بيده سلطة التشريع، ويستطيع إصدار قانون العدالة الانتقالية، لكنه لم يفعل".كما أدان "صباحي" كل ما يحدث فى سوريا، مؤكدا أنه مع الشعب السوري وضد مجازر النظام، مشيرًا إلى أن سوريا أصبحت ساحة لحرب إقليمية، وانتقد الوفد المصري الذى سافر سوريا لتأييد بشار الأسد، وقال: "هذا الوفد لا يمثل الحزب الناصري ولا التيار الشعبي، وأنا عن نفسي لم أقل كلمة تأييد لبشار الأسد، ضد الشعب السوري مطلقا". وفي النهاية، أعطى حمدين صباحي المثل للأكثرية، عندما تعطى الفرصة للأقلية لإبداء رأيها وإتاحة الفرصة كاملة لهم ليعبروا عن رأيهم ، وحين انتهت الندوة هتف له جميع الطلاب بما فيهم المجموعة التي كانت تعارضه وتهتف ضده. أخبار مصر- البديل