طالب سياسيون أوروبيون كبار، خلال رسالة موجهة إلى مسؤولة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، بتغيير جذري في التوجه إلى عملية التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ودعم حقوق الفلسطينين، الأمر الذي أزعج الساسة الإسرائيليين. وقالت صحيفة "معاريف" العبرية -الجمعة- إنها حصلت على الرسالة، واصفة إياها بأنها "غير عادية" و"قاسية جدًا" تجاه المصالح الإسرائيلية في المفاوضات مع الفلسطينيين، وتتضمن كذلك انتقادات حادة لسياسة إسرائيل في فلسطينالمحتلة. وبحسب موقع الصحيفة الإلكتروني، فإن الحديث كان عن مجموعة معروفة من السياسيين، بينهم رؤساء حكومات ووزراء خارجية ومسؤولون كبار وقعوا على الرسالة. وتطالب الرسالة الاتحاد الأوروبي بمعارضة أي توسع في البناء، في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربيةالمحتلة، وألا يكون وجود المستوطنات نقطة البداية في أية مفاوضات مجددة. كما جاء فيها تحذيرات موجهة إلى أشتون تقول: "إن الأجيال القادمة ستعتقد أنه لا يمكن مسامحة الأوروبيين، على امتناعهم عن القيام بما يمكن أن يصحح استمرار تدمير حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره". وقالت "معاريف" إنها حصلت على الرسالة كاملة، وهي موقعة من قبل 19 مسؤولًا من 11 دولة أوروبية، بينهم 4 رؤساء حكومات سابقين، و7 وزراء خارجية سابقين ورئيسة سابقة. وكان بين الموقعين على الرسالة ليونيل جوسبان رئيس حكومة فرنسا سابقًا، ورئيس حكومة هولندا سابقًا، ورئيس حكومة إيرلندا سابقًا، ورئيس حكومة إيطاليا سابقًا، إضافة إلى ميغل موراتينوس. وتنتقد الرسالة المنطلقات الأساسية المرتبطة بعملية التسوية، من بينها على سبيل المثال، أن تكون الولاياتالمتحدة هي التي تقودها، والتغييرات الديمغرافية على الأرض (الاستيطان)، والتي قد تغير خرائط التسوية. وجاء فيها كذلك: "يجب بذل الجهود بسرعة وبشكل مركز لمنع إزالة حدود 67 كأساس لحل الدولتين، وأنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يميز بشكل واضح بين إسرائيل الشرعية في حدود 67، وبين خرق القوانين الدولية في الأراضي المحتلة عام 67"، وفقًا للرسالة. ووصف المسؤولون الأوروبيون السابقون عملية التسوية بأنها "تحتضر"، وعبروا عن إحباطهم وقلقهم من تدهور حقوق الإنسان، والظروف الإنسانية في الأراضي المحتلة. وشددت الرسالة على أن الحل الدائم يجب أن يشتمل على دولتين مستقلتين لشعبين، وأنه في الظروف الحالية فإن هدف التسوية في الحفاظ على أمن واستقرار إسرائيل لن يكون مضمونًا. وجاء فيها أيضًا: "إنه حان الوقت لإطلاق تحذير واضح، أن الدول الغربية الحالية تعمل على إدامة الاحتلال عمليًا". وتطالب الرسالة أشتون بالاعتراف مجددًا بأن إسرائيل هي الدولة المحتلة، وأنها تتحمل المسؤولية عما يحدث في الأراضي المحتلة، بموجب القانون الدولي. واختتمت الرسالة بالقول: "إنه يجب أن يتحول الاتحاد الأوروبي إلى عنصر فعال في العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن عدم أخذ دور أوروبي فعال مقابل الجمود الخطير غير أخلاقي وغير ذكي، فالأدلة تتراكم وتشير إلى فشل أمريكي في الكيل بمكيال واحد تجاه الفلسطينيين والإسرائيليين، في السعي نحو التسوية بموجب قرارات الأممالمتحدة.