قال الكاتب "شريف عبد المجيد" أن الجرافيتي كان فنا منعزلا عن الجمهور قبل الثورة، ولم أجد أي كتاب عنه في مصر، وهو فن ينقسم إلى ثلاثة أنواع هي الموسيقي والسياسي والرياضي ، وأن هذا الفن مر بعدة مراحل في الثورة بدأت بالمطالبة بتنحي مبارك ، ثم الاشتباك مع العسكر ، ثم الإخوان ، ثم رسومات تعبر عن استمرارية الثورة. جاءت هذه التصريحات خلال الندوة التي أقامتها الهيئة العامة للكتاب مساء أمس حول كتاب "ثورة الجرافيتي" الذي أصدرته الهيئة في جزأين بعنوان " أرض أرض" و "مكملين" ،ويوثق فيه الكاتب لرسوم الجرافيتي علي الجدران أثناء الثورة وبعدها في مختلف محافظات مصر. وشارك في الندوة الكاتب "زكي سالم" ، والفنان التشكيلي "وليد عبيد" وأدارها الكاتب الصحفي "هشام أصلان". وقال "أصلان" أن فن الجرافيتي استطاع أن يوثق للثورة بأنواع مختلفة من الرسومات منها طباعة الوجوه مثل قناص العيون ،ونوع آخر هو الكتابة ، وأضاف : "كان هناك الكثير من الرسومات التي عبرت عن الثورة ورسومات أخري لم تعبر عنها بشكل كاف ، ولكني مؤمن بأهمية هذا الفن في التوثيق ودوره التحريضي والحماسي للثوار". وقال "زكي سالم" : "أن أول حقيقة تقابل الإنسان في الحياة هي الفناء ، ومن هنا جاءت أهمية هذه الرسومات التي توثق لصور الشهداء حتى نتذكرهم دائما ولا ننسى القصاص". كما أكد أن الرسومات كانت متفاعلة مع الناس ومتواصلة معها لأبعد حد ، كما عبر الجرافيتي عن روح الدعابة والفكاهة المصرية ، وقد ظهر ذلك في الجزء الأول من كتاب ثورة الجرافيتي "أرض أرض". وأشار "وليد عبيد" إلى أن تعدد المستوى الفني للجرافيتي يرجع إلى مشاركة غير المتخصصين في الرسومات ، حيث شارك فيه الرسامين وعدد كبير من الثوار المشاركين في الثورة ،وأشاد عبيد بكتاب ثورة الجرافيتي قائلا :" أري أن هذا الكتاب هو أفضل الكتب التي وثقت للجرافيتي ، فكل الكتب التي وثقت لهذا الفن ، وثقت له في القاهرة فقط أما شريف عبد المجيد في كتابه تفرد وتميز بتوثيقة لجرافيتي المحافظات أيضا". وبدوره قال شريف عبد المجيد :"فنانو الجرافيتي تعرضوا لمخاطر كثيرة أثناء الثورة ، فمنهم من اعتقل ومن ضرب بالرصاص واستشهد أو أصيب ، وهذا ما جعلني أصمم على توثيق هذا الفن ، وكنت أغضب عندما أرى الرسومات ممسوحة وعرفت أن هذا مقصود لأن فن الجرافيتي يفضح أي سلطة ". وعن الجرافيتي فى المحلة قال عبد المجيد : "إن معظم الرسومات عن الحد الأدنى والأقصى للأجور لأنها مدينة ذات طابع عمالي". وعن الجرافيتي في المرحلة الحالية يقول :"الجرافيتي الآن ينقسم إلى ثلاثة أنواع ، هي رسوم لوجوه الشهداء بأحجام كبيرة جدا بما يعبر عن فكرة القصاص، إضافة إلى شعارات الجمعيات النسائية، أما النوع الثالث فيذكرنا بقضايا معينة مثل حادث القطار".