طالبت الحركات السلفية والأصولية في لبنان بمقعد وزاري يمثلها، باعتبارها تمثل شريحة "كبرى" من الشعب اللبناني وخاصة الطائفة السنية، وتزعم أنها تسيطر على طرابلس وقادرة على السيطرة على العاصمة اللبنانية، بخلاف سعد الحريري والرئيس ميقاتي والوزير الصفدي الذين عجزوا عن السيطرة من قبل على حد زعمهم. مما دفع مراقبون إلى التساؤل حول بروز السلفيين في المشهد السياسي اللبناني، و"يقظتهم" المفاجئة سياسيا، وعن الدور المنوط بهم فعله في أجواء مشحونة وقابلة للانفجار. في هذا الصدد نشرت صحيفة "الديار" اللبنانية تقريرًا حول الانتشار السلفي في لبنان، في طرابلس، فالتيارات السلفية مسيطرة هناك، وفي عكار تنتشر بقوة كبيرة من ساحل عكار حتى اكروم، وتشكل حوالي 60% مؤيدين لها في المنطقة، وفي صيدا أظهروا قوتهم عبر حركة أحمد الأسير الذى واغلق طريق الجنوب والمظاهرات في كل مكان، ولم تستطع قوة عسكرية أو أمنية أن توقفه. وفي بيروت تسيطر القوى السلفية على مناطق كثيرة من الطريق الجديدة إلى مستديرة الكولا، إلى مناطق في بيروت وأحياء عديدة، وفي بر الياس والبقاع الأوسط، يعتبر السنة قوة أساسية قادرة على السيطرة على طريق شتورا المصنع وشتورا بعلبك، وتقول الصحيفة اللبنانية أنهم إن لم ينالوا وزيرا سيعارضون الرئيس تمام سلام، إلا في حالة دفع السعودية أموالا للمشايخ والزعماء الأصوليين. ورصدت الصحيفة اللبنانية عدة تغيرات ديموغرافية خاصة بالتيار السلفي في لبنان، بناء على معلومات من شبكات إلكترونية، واعتبرت الصحيفة الانتفاضة السورية عاملًا مهمًا في الحراك السلفي في لبنان، فقد خرج مناصرو تلك التيارات إلى شوارع مدينة طرابلس دعما لمن يصفونهم ب"إخوانهم" في سوريا. وعن وجود السلفية الجهادية في لبنان لا توجد معلومات دقيقة والتعبير الوحيد عنها وفقًا للصحيفة هو حسام الصباغ، الذي يرفض الحديث للإعلام ولا معلومات دقيقة عن حجمه، ولكن ما يتداول في لبنان أن الصباغ شكل تشكيلًا عسكريًّا وأتباعه قد يكونوا عشرات أو مئات. وأشارت "الديار" اللبنانية أنه ثمة مخاوف لتيار المستقبل والزعامات السنية الأخرى بشأن تراجع شعبيتهم، إلا أن تلك المخاوف تتراجع كلما ظهر أن السلفيين لا يخوضون الانتخابات النيابية. صحيفة "الشراع" اللبنانية قدمت تفاصيل أكثر على موقعها الإلكتروني حول التيارات السلفية في لبنان، حيث ذكرت أنها تضم 25 جمعية تحوي الآلاف، وأضافت أن سلفيي لبنان يتلقون الدعم من الكويت والسعودية والإمارات وقطر وشخصيات إسلامية، وأبرز الداعمين للتيارات السلفية "جمعية إحياء التراث الإسلامي" الكويتية ويرأسها طارق العيسى، وتدعم الشيخ صفوان الزعبي والشيخ نديم حجازي، أما بالنسبة للسعودية فيتم التمويل من قبل "وزارة الأوقاف السعودية" أو عبر مؤسسات وجمعيات سعودية مثل "مؤسسة الحرمين"، وفي قطر تعد مؤسسة عبد آل ثاني الخيرية أبرز الجمعيات الداعمة للسلفيين. وتعتبر مدينة طرابلس أول من استحضر الفكر السلفي إلى لبنان، حيث تأسست الحركة السلفية في لبنان على يد الشيخ سالم الشهال من خلال مجلة "المنار" التي كان يصدرها محمد رشيد رضا، وكان للشيخ الشهال ارتباط وثيق بشيوخ وعلماء السعودية. ويذكر أن صحيفة "نيويورك" الأمريكية نشرت تقريرًا في مارس 2007 أعده سيمور هيرش مفاده أن المخابرات المركزية الأمريكية ستغير من خطتها في الشرق الأوسط، وستعمل على حل الصراع العربي الإسرائيلي، لحشد التيار السني في الشرق الأوسط ضد إيران وحزب الله، وقالت الصحيفة في هذا الصدد: إن السعودية وإسرائيل يتبنون استيراتيجية جديدة؛ لأنهما ينظران إلى إيران باعتبارها تهديد وجودي، وأضافت أنهم انخرطوا في محادثات مباشرة، وقد ذكرت "نيويوركر" أسماء سياسيين لبنانيين بارزين قدموا اقتراحات للإدارة الأمريكية بهذا الشأن.