علقت صحيفة "جارديان" البريطانية، على أوضاع دول الربيع العربي، خاصة مصر وتونس، قائلة: بدلًا من الكفاح لأجل أهداف الثورة الحقيقة، لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، يدور الصراع الآن حول الهوية الدينية والثقافية. ولفتت "الجارديان" إلى أنه منذ اندلاع شرارة الثورة في تونس، وكان واضحًا أن القوى المختلفة، ستعمل على السيطرة وإلا فشلت، وشملت تلك السيطرة المصالح المحلية التي فُقدت منذ الإطاحة بالأنظمة القديمة، ودول الخليج التي تخشى من انتقال عدوى الثورات إلى بلادها، والقوى الغربية التي فقدت عملاء استراتجيين، ولا تتقبل فكرة فقدان عملاء أكثر من ذلك. وأضافت الصحيفة، أنه بعد نجاح ثورتي مصر وتونس، تم اختطاف الثورات الأخرى، أو تدميرها كما هو الحال مع الثورة الليبية والبحرينية، في حين أنه تم ضخ السموم الطائفية في جميع أنحاء المنطقة، وتصاعدت إراقة الدماء في سوريا. كما رأت الصحيفة، أن تونس كانت صغيرة ومتجانسة بما فيه الكفاية، لتكون بمنأى كامل عن هجمات مضادة للثورة، مشيرةً إلى أن النظام الإسلامي المنتخب في تونس، قادر على قيادة التحول الديمقراطي الناجح، وتقديم نموذج ناجح لبقية الأنظمة. وذكرت أن هذا التوافق كان قبل اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد، فبعدها تصاعد التوتر، وأثيرت الاحتجاجات الواسعة، وأعمال الشغب، ومطالب حل البرلمان وإسقاط الحكومة. وأشارت الصحيفة، إلى أن الهدف الرئيسي الذي استقطب حزب النهضة الحاكم وأحزاب المعارضة، بعد مقتل بلعيد، كان وقف العنف. وألمحت إلى أن الخطر الأكبر الذي يهدد مصر، هو الانقسامات العميقة والحروب الثقافية للبحث عن الدين والهوية، بدلًا من شعار الثورة الذي كان يبحث عن "عيش ،حرية،عدالة اجتماعية". واختتمت الصحيفة بقول: إلى أي مدى ستذهب الثورات العربية، وماذا ستقدم لشعوبها، إن كل هذا يعتمد على مدى الضغط الاجتماعي بالداخل، وأيضا ماذا لو تحولت تلك الثورات إلى انظمة استبدادية مدعومة من الغرب، تحاول السيطرة على العملية الانتقالية في دول الربيع العربي، ولكنه من الواضح أن كلما انتشرت عمليات التحول الديمقراطي كلما زادت فرص العرب في السيطرة على مستقبلهم. أخبار مصر- البديل