علقت صحيفة "جوراليزيم بوست" الإسرائيلية على سياسة الإخوان المسلمين في مصر، قائلة : أصبح حلم الإخوان المسلمين الذي طال انتظاره لأكثر من 80 عاما حقيقة ثم تحول إلى كابوس، فبعد الوصول إلى السلطة بطريقة ديمقراطية وجدوا أنفسهم فجأة محور كراهية شعبية واسعة. وتنبأت الصحيفة الصهيونية بأنه "رغم ذلك فإن الرئيس المصري محمد مرسي لن يتخلى عن السلطة أو يفسح الطريق لانتخابات رئاسية جديدة"،مشيرة إلى أن الإخوان يبذلون جهدا كبيرا في سبيل البقاء في السلطة وعدم تركها للغير. وأضافت "أن عمق الأزمة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية يهدد بحرب أهلية فى حكم المؤكدة على حد تعبير الصحيفة، ولفتت إلى أن معظم المحللين يعتقدون أن الجيش لن يترك الأمور تصل إلى هذا الحد وسوف يتدخل، ولكنه سيتدخل بعد انتخاب نظام مدني، وأن السكان في بورسعيد دعوا إلى عصيان مدني ونادوا بتعيين وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية بدلا من مرسي، وجابت المظاهرات في القاهرة وعدة محافظات تندد بحكم الإخوان وتطالبهم بالرحيل. واعتبرت الصحيفة أن أمل الشعب خاب في الإخوان المسلمين بعد وضع ثقتهم في مرسي، وألمحت إلى أنه لم يتحقق شئ من وعود مرسي لتحسين الأمن وحل مشكلة الاختناقات المرورية ونقص الوقود، والخبز المدعوم وتراكم أكوام القمامة في الشوارع. واستطردت قولها : إن الرئيس يحاول الاستيلاء على جميع السلطات التشريعية وتحصين نفسه وجماعته، وهو يتخذ قرارات بدون الرجوع إلى مشورة المتخصصين، وذلك لأن في واقع الأمر ترسل له القرارات من مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، وبعبارة صريحة فأن الرئيس يعمل كممثل للجماعة. وأوضحت أن عدم رضا الشعب عن الإخوان كان واضحا في انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعات المصرية فقد هزموا طلاب الإخوان وفاز الطلاب المستقلون، والأسوء من ذلك خسر الإخوان في انتخابات نقابة الصحفيين والصيادلة، وفازالمستقلون، واعتبرت ان الجماعة تفقد مؤيديها من الشباب والكبار. ومن جانبها، قالت الصحيفة إن الإخوان لم تدرك أن الزمن قد تغير وأن الناس لا تخشى النزول إلى الشارع والقتال من أجل مستقبلها، ومع ارتفاع مستوى العنف في الشارع فإن الرئيس ليس لديه ما يقوله أو يعلق عليه، وقالت الصحيفة إنه في ظل الأزمة المالية التي تمر بها مصر انخفضت الاحتياطات الاجنبية، ولم تجب شروط صندوق النقد الدولي للحصول على القرض 4.8 مليون دولار، وإذا لم تتوصل مصر لحل وسط لن تحصل على قرض صندوق النقد او أي قرض من الدول الغربية. واختتمت قولها :انقطاع التيار الكهربائي بدأ يتزايد بشكل ملحوظ، طول طوابير البنزين، بداية نفاذ الخبز كل هذه الأسباب مرعبة، مضيفة أن المستثمرين فروا، السياح خائفون، الخوف من الجوع ليس بعيدا، مع كل هذه العواصف تتظاهر جماعة الإخوان بأنها عمياء، وليست على استعداد لترك الجائزة الذهبية التي حصلت عليها بعد قرن تقريبا، وبالتالي فإن المواجهة مستمرة بين النظام والمعارضة، بينما الرمال المتحركة تهدد كل منهما بالغرق.