جولة مكوكية، يقوم بها رئيس الصين شى جين بينج .. بدأت من 25- 3- 2013 ،حيث تشم لزيارة تنزانيا، وجنوبا إفريقيا، وجمهورية الكونجو الديمقراطية، فى محاولة للتأكيد على الأهمية الاستراتيجية التى توليها الصين للقارة الإفريقية ولمواردها، ومع أول محطات جولته التي شملت مجموعة من دول إفريقيا وقع الرئيس الصينى مجموعة من الاتفاقيات بين تنزانيا، والصين وصلت 12 اتفاقية للتجارة والتعاون. تشمل خططًا للتطوير المشترك لمجمع ميناء جديد ومنطقة صناعية وقرضًا ميسرًا للبنية الأساسية للاتصالات وقرضًا بلا فوائد للحكومة التنزانية. وأشار شى إلى أن البلدين يواجهان مهمة التنمية الوطنية، ودعا إلى الحفاظ على الاتصالات والتبادلات والاستمرار فى دعم بعضهما البعض فى المصالح الجوهرية والمخاوف الرئيسية وتعزيز التنسيق والتعاون فى القضايا العالمية والإقليمية. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الصينى أمس إلى جنوب إفريقيا لحضور اجتماع قمة لزعماء مجموعة الاقتصاديات الناشئة الكبيرة فى العالم. لم تكن هذه العلاقات وليد ة هذه المرحله بل هي علاقات قديمة تمدد إلى قرون حيث كان التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا منذ القرن 15 الميلادي فالصين كدولة تجارية ليس هناك خلاف عليها خاصة مع ما تقدمه الصين لدول الإفريقية من مساعدات وأيضًا من تقنيات على مستويات مختلفة. حيث ساعدت الصين على بناء بنية تحتية فى شرق القارة كما أنها ساهمة فى إنشاء بنية تحتية وشراء مجموعة من الأفدنة لزراعتها فى السودان كحق انتفاع. ومع الاكتشافات النفطية فى شرق القارة كانت الصين سابقة إلى مد جسور التعاون فى الاستخاراج وتصنيع. ومع تفعيل المنتدي الصينى الإفريقي فى 2000، والذي كان نقطة انطلاق قوية ، ومع ما قامة به الصين من تدريب للعمالة الإفريقية حيث دربت 15 ألف إفريقى ما بين 2006، و2009 ومع إصرار الصين على تدريب عمالة أكثر قد تصل إلى 20 ألف إفريقى فأنه تم تعزيز الوجود الصينى في القارة الإفريقية بشكل كبير. مع احتدام الأزمة العالمية، وبداء أزمة الطاقة، فى العالم كانت القارة السمراء هي طوق النجاة للاستعمار القديم أضف إليه الرآسمالية بكل شركاتها العابرة للقارات، ومع نمو الصين الاقتصادي وبحثها عن موقع قدم، كان للصراع أن ينتقل نقلة جديدة فى لغة الخطاب والتعامل مع القارة. الصين تتعامل ببناء بنية تحيتة، مع محاولة منها ضرب الهيمنة والمركزية الأوروبية/ الأمريكية، وخاصة وأنه كما تمت الإشارة سابقًا أن العلاقات مع القارة قديمة، ركزت الصين على التوسع فى البنية الأساسية المحلية واستثمرت بقوة في القارة فى مجالات مثل السكك الحديدية والطرق السريعة، كما تبنت الصين إجراءات لتسهيل التعاون مع إعفاء الصدرات الأفريقية من الجمارك، وزيادة الاستثمارات فى القارة. وقد شهدت الصين في2011 عجزًا تجاريًا قياسيًا بقيمة20.1 مليار دولار أمريكي مع الدول الإفريقية. وارتفع الاستثمار المباشر للصين في إفريقيا من210 مليون دولارفي2000 إلى1.44 مليار دولار أمريكي في2009، كما صمد التعاون الصيني والإفريقي أمام عاصفة الأزمة الاقتصادية في2008. نحن أذن أمام دولة تعي طرق التعامل المثلى مع إفريقيا، و تكسب كل يوم أرضية جديدة تفقدها القوى الاستعمارية، أنه الاقتصاد بكل قواته.