أعرب الألاف من أهالى قريتى النهضة وأبو سمبل بحى العامرية غرب الاسكندرية عن استيائهم، من ما يعانونة من أستنشاق الغازات السامة والمسرطنة الصادرة من المصنع الهندى "الاسكندرية لأسود الكربون"، والتى تتمثل فى غازى أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكربون الذى أصاب معظم أهالى القرية بأمراض الربو والتحجر الرئوى، وأيضا تسبب فى أتلاف وتلوث بعض المحاصيل الزراعية التى يسترزقون منها . يقول محمد إبراهيم أبو العيد أحد فلاحى قرية أبو سمبل المجاورة للمصنع، منذ عدة أعوام فوجئنا بأنشاء مصنع بأدارة هندية على جزء من أرضنا وقمنا بتحرير محاضر وشكاوى للجهات المسئولة بعد أن علمنا ان كل دول أفريقيا والشرق الأوسط رفضت أقامة هذا المصنع على أراضيها خوفا على صحة مواطنيها رغم الأغراءات المادية الهائلة التى تقدمها الادارة الهندية، وحينها تمت الضغوط على أصحاب الارض المقام عليها المصنع من قبل مسئولى المحافظة واعضاء المجلس المحلى فى مقابل تعويضات مادية مرتفعة الثمن واجبر الاهالى على التنازل عن شكواهم ، وأصبح أقامة المصنع أمرا واقعيا. ويضيف أبو العيد ، ولكن من بداية تشغيل المصنع وجدنا روائح كريهة وأنبعاثات سامة وأصبحت سماء قريتى النهضة وابو سمبل مليئة بالدخان الاسود ، والذى أصيب أطفالنا بحالات أختناق والكثير منهم أصيب بمرض التحجر الرئوى وسرطان الرئة ، كما أن أصبح الضرر مزدوج على الاطفال والاهالى ليس من ناحية أستنشاق الهواء الملوث فحسب،بل أيضا ترسب بودرالكربون الاسود على الملابس وعلى حوائط المنازل والارضيات التى تجعلنا محاصرين باللون الاسود فى كل مناحى الحياة. ويؤكد ابراهيم صالح أحد أهالى قرية النهضة ، أنه عقب تشغيل المصنع وتصاعد ألسنة الدخان الاسود ، فوجئت ببقع سوداء على منبع مياه الرى التى أستخدمها فى زراعة الارض ، كما وجدت كتل سوداء على أوراق الزرع ودمور كامل لبعض المحاصيل الحيوية مثل "الطماطم"،كما أن لون أوراق المزروعات الخضراء أصبحت سوداء اللون من كثرة ترسيب الكربون الاسود عليها، ونحن أهالى قريتى النهضة وابو سمبل مصدر رزقنا الوحيد هو الزراعة ،ولا نمتلك من حطام الدنيا سوى الارض الزراعية التى ورثناها عن ابائنا وأجدادنا ،ولكنها أصيبت بالجفاف نتيجة مصنع اسود الكربون السام. وتسرد سمر عبد الفتاح ، أحد سكان المنطقة ، قائلة إنه قد سبق وأصدرت وزارة الدولة لشئون البيئة قرارا برقم 583 لسنة 2011 ، بإيقاف خط الانتاج الخامس لشركة الاسكندرية لأسود الكربون، لتأثيره السلبى على الصحة وأتلاف ألاف الأفدنة الزراعية وتلويث البيئة ، ولتجاوز الانبعاثات الصادرة من الشركة للحدود والمعايير المعمول بها عالميا ، وذلك وفقا لأحكام القانون رقم 4 لسنة 1994 فى شأن حماية البيئة. وتضيف سمر ،أن القرار الذى صدر قرابة العام ونصف العام لم يتم تنفيذه حتى الأن ،وذلك بسبب أن الشركة قامت برفع دعوى أمام القضاء الادارى للأستشكال ضد قرار وزير البيئة مستندة الى أن أغلاق الخط الخامس سيهدد مستقبل 500عامل مصرى . وتتسأل سمر ، كيف لايتم تنفيذ القرار مع العلم ان دعوى القضاء الادارى لا توقف تنفيذ القرار على يد محافظ الاسكندرية أو قسم العامرية ،ولكن أدارة الشركة قامت بعمل بأعلان انها أغلقت المصنع لمدة شهر من أجل الصيانة،وكلنا يعلم أنه أجراء من أجل المماطلة وعدم تنفيذ القرار. ويؤكد عبد الله مرعى أحد النشطاء بالقرية ، أنه وايهاب القسطاوى منسق حركة تغيير بالاسكندرية قد قدما بلاغا الى النائب العام ضد كل من وزيرى البيئة والصناعة ومحافظ الاسكندرية المستشار محمد عباس عطا ونائبة الدكتور حسن البرنس، بأاتهامهم بالمشاركة فى التلوث الناجم عن شركة "الاسكندرية لأسود الكربون ، بصفتهم مسئولى تنفيذيين بالدولة ومنوطين بالحفاظ على أرواح المواطنين من أى أضرار بيئية تهدد حياتهم وعدم تنفيذ القرار رقم 583لسنة 2011 حتى الان. الجدير بالذكر، أن محكمة القضاء الادارى بالاسكندرية تنظر حاليا الدعوى رقم 15644 لسنة 65 ، والمقدمة من بعض الاهالى المتضررين من مصنع الاسكندرية لأسود الكربون، حيث طالب هيثم كمال الين داوود المحامى فى دعواه أولا وقف والغاء الترخيص الممنوح للشركة المنتجة لمادة أسود الكربون بالمخالفة للقوانين المصرية ، نظرا لما جاء فى القرار الصادر من وزير البيئة الأسبق ماجد جورج