في مثل هذا اليوم ولد الصحفي والقاص فتحي غانم، والذي رحل عن عالمنا منذ أربعة عشر عامًا، وعندما نتذكر هذا الرجل يجب الوقوف قليلاً عند أدبه وقصصه القصيرة تحديدًا؛ ذلك لأن فتحي غانم عرف في المجال الصحفي بحكم عمله بمؤسسة روز اليوسف ورئاسته لمجلس إدارة جريدة الجمهورية، إلا أن انعزاله وعزوفه عن التواجد بداخل المجتمع الثقافي أدى إلى عدم انتشار أدبه بالشكل الذي يستحقه. ولد فتحى غانم بالقاهرة عام 1924 لأسرة بسيطة، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، عمل بالصحافة فى مؤسسة "روزاليوسف"، ثم انتقل إلى جريدة "الجمهورية" أو مؤسسة دار التحرير رئيسًا لمجلس الإدارة والتحرير، ثم عاد مرة أخرى إلى "روزاليوسف" حتى وفاته عام 1999 عن خمسة وسبعين عامًا. كان لغانم عدد من المجموعات القصصية والروايات، منها: مجموعة "تجربة حب" عام 1957، ورواية "الجبل" 1959 (أول رواية صدرت له)، ورباعية "الرجل الذى فقد ظله"، و"الساخن والبارد"، و"الأفيال"، و"زينب والعرش"، و"بنت من شبرا"، و"حكاية تو".. أما أعماله التي تناولتها الدراما المصرية ونجحت نجاحًا كبيرًا فكان أهمها مسلسل "زينب والعرش"، ومسلسل "الجبل ". ارتبط فتحى غانم ببعض التنظيمات السياسية، أبرزها "التنظيم الطليعي" الذى شكَّلته الحكومة فى فترة الستينيات لحماية النظام، ويبدو أنه كان مضطرًّا إلى ذلك، فطبيعته كانت تميل إلى الاستقلال والتأمل والتفكير العميق، وهو ما يتناقض مع واقع التنظيمات السياسية من حركية واندماج. وعن المبدع والإنسان فتحي غانم تحدثنا مع الكاتب والروائي يوسف القعيد، فقال إن فتحي غانم حصل على شهرة غير عادية ككاتب صحفي؛ ذلك لأنه رأس تحرير جريدة الجمهورية، غير أن عدم تواجده إجتماعيًّا جعله لم يقرأ إلى الآن قراءة جيدة، ولعل ما يقوم به مؤخرًا د. أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب من إصدار رواية "الرجل الذي فقد ظله" في أربعة أجزاء، بالإضافة إلى صدور أعمال فتحي غانم الكاملة، ربما يساعد على قراءة هذا الرجل مرة أخرى. ويضيف القعيد "لا نريد أن نقول إنه روائي عظيم، فقط نقول إنه لا بد أن يقرأ؛ لأنه روائي مهم جدًّا". ويضيف القعيد "لم تكن علاقتي بفتحي غانم علاقة سهلة، ولكنها توطدت بعد أن سافرنا معًا خارج الوطن؛ ذلك لأن الغربة تجعل الناس أكثر قربًا، وكان غانم لا يجيد التواصل السريع مع الناس، وربما كان يقال عليه "براوي"، ولكنني عرفته كحالة فنية مهمة". ويذكر القعيد لنا أيضًا أن الأديب الراحل كان يجيد لعبة الشطرنج إجادة تامة، حتى إنه حصل على العديد من الجوائز في هذه اللعبة، لافتًا إلى أن إجادته هذه اللعبة جعلته يتعامل مع أبطاله وحياتهم الدرامية وكأنه يحرك أحجار الشطرنج. ويشير القعيد إلى قصة "الجبل" التي ألفها فتحي غانم، وتم نقلها دراميًّا إلى مسلسل حمل الاسم نفسه؛ ليقول إنها من أندر الأعمال، وإنها أيضًا عن قصة حقيقية عايشها غانم، وقد ذكر نفسه داخل العمل بنفس الاسم.