قال الكاتب يوسف القعيد إن الكاتب الراحل فتحي غانم قد ظلم نفسه لأنه المسئول الأول عن عدم نشر أعماله الكاملة، أو طباعتها في طبعات جديدة، لانه كان غير مهتم بما يكتب عن أعماله من نقد أو دراسات بحثية، حتي إن من كان يطلب منه طباعة أعماله كان يرد بأنه ليست له علاقة بهذا، مما زاد الموقف صعوبة بعد وفاته بأن يصبح الأمر في يد الورثة. جاء هذا خلال الجلسة الثانية من ندوة " فتحى غانم.. مبدع لم يفقد ظله" التي أقامتها اللجنة الثقافية للمجلس الأعلي للثقافة اليوم. شارك بالندوة عدد من الكتاب والنقاد منهم الكاتب يوسف الشاروني الذي قدم دراسة لقراءة رواية "الجبل" لغانم، والتي عقد فيها مقارنة بين هذه الرواية ورواية "نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، وأنه بالمقارنة نجد أن غانم قد وصل في روايته إلي نتيجة بعد التحقيقات التي دارت في أحداث العمل بسبب انضمامه للجمهور، لكن توفيق الحكيم لم يصل إلي نتيجة لأنه في الرواية لم ينضم إلي الجمهور أو إلي الحكومة وتعامل باستعلاء علي الإثنين. أما الناقدة د.عفاف عبد المعطي فقد أشارت في دراستها للشخصيات الانتهازية التي قدمها غانم في أعماله، أو رجل كل العصور الذي جعل الخدعة طريقته في الوصول لأهدافه، وهذا النموذج انتشر في مصر عندما تولى شئونها أهل الثقة وليس أهل الخبرة، كما رفضت عفاف عبد المعطي أن يوصف غانم بالروائي –وفقا لقولها- إذ أنه بدأ قاصا وانتهي قاصا، فلم تكن كتاباته القصصية أقل شأنا من كتاباته القصصية. كما شدد القاص محمد إبراهيم طه على أن غانم قد قدم مفهوما آخر لكتابة القصة، إذ لم يعترف بما يسمى اللمحة أو اللقطة في القصص القصيرة جدا، فاتسمت قصصه بالطول المفرط وهي أقرب للإيقاع الروائي، فكانت القصة الواحدة بها أكثر من قصة صغيرة تنحرف أحيانا عن الخط الرئيسي للنص. ومن جانبها قالت الناقدة عزة بدر إن رواية "قط وفأر" لفتحي غانم هي أشبه بثمرة أو نتيجة لعلاقته بالسلطة، والتي وصفها الناقد الراحل فاروق عبد القادر بالرواية الغرائبية التي لا يمكن الإمساك بتلابيبها، وكانت الرواية علي حد قول عزة أشبة بلعبة الشطرنج التي كان يجيدها فتحي غانم، إذ وضع نفسه أمام غريمة وهي السلطة أحيانا يهاجمها وأحيانا يبرر تصرفاتها، ليرصد علاقة المثقف بالسلطة التي تتخذ أوجها عديدة، وترك نهايتها مفتوحة لذا يمكن أن نقول عليها "رواية الضمير اليقظ".