دعا مركز أسرى فلسطين للدراسات المهتمين والمعنيين كافة بقضية الأسرى ووسائل الإعلام للتعاون من أجل تنظيم حملة إعلامية قوية لتسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون. وأوضح المدير الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" بأن هناك 14 أسيرًا فلسطينيًّا مصابون بالسرطان في سجون الاحتلال، بأنواعه كافة يعانون أشد المعاناة نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، الذي يشكل خطرًا حقيقيًّا عليهم وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، مما أودى إلى تراجع أوضاعهم الصحية بشكل مستمر، وانعدام الأمل في شفائهم نتيجة إهمال العلاج لسنوات طويلة، هذا إضافة إلى ظروف الحياة القاسية داخل السجون، وفي مستشفى الرملة. وبين الأشقر بأن الأمر يتطلب ضرورة التذكير المستمر بخطورة أوضاع الأسرى، وتفعيل قضيتهم، وتشكيل ضغط بشكل دائم لإطلاق سراحهم، ويجب قيام وسائل الإعلام بدورها وواجبها تجاه هذه الشريحة من الأسرى، واقترح بأن يكون هناك يوم تضامني مع أسرى السرطان، تتوحد فيه الإذاعات المحلية كافة للحديث حول معاناتهم، وكيفية الوصول تدويل قضيتهم. وأشار الأشقر إلى أن هناك تقصيرًا كبيرًا في تسليط الضوء على الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال رغم خطورة هذا المرض الفتاك، حيث لا يعلم الكثير سواء من أبناء الشعب الفلسطيني، أو غيرهم عن هؤلاء الأسرى شيئًا، لأن وسائل الإعلام لا تتداول أسماءهم أو ظروفهم الصعبة بشكل دائم، إنما في المناسبات فقط، ولا يتم التطرق إلى خطورة أوضاعهم إلَّا في حال استشهد أحدهم داخل السجن، أو خارج السجن من اللذين يطلق الاحتلال سراحهم بعد فقدان الأمل في شفائهم تمامًا ووصولهم إلى حافة الموت. وتطرق الأشقر إلى معاناة الأسير عامر محمد بحر من أبو ديس والمصاب بسرطان الأمعاء، حيث تراجعت صحة بشكل كبير في الآون الأخير، وهناك خشية من انتشار التهابات الأمعاء إلى مناطق أخرى في جسده، وتم نقله إلى من سجن أيشل مؤخرًا إلى المستشفى للعلاج، حيث قرر له الطبيب علاجًا كيماويًّا كان من المفترض أن يتلقاه منذ 7 أشهر، كذلك الأسير المصاب بالسرطان "معتصم طالب رداد" 27 عامًا، من سكان طولكرم، الذي يقبع في مستشفى 'سجن الرملة، حيث يعالج بالكيماوي من خلال الإبر، إضافة إلى المسكنات، وقرر الأطباء إجراء عملية جراحية له لاستئصال جميع الأمعاء الغليظة، إضافة إلى الأمعاء الدقيقة، كذلك تراجعت صحة الأسير المصاب بالسرطان "ميسرة ابوحمديه"، وهناك خشية على حياته بعد إعادته إلى سجن ريمون بعد أن كانت "إدارة السجون" نقلته إلى المستشفى لإجراء فحوصات، والأسير "فواز سبع بعارة" الذي تراجعت صحته رغم إجراء عملية جراحية له في مستشفى العفولة لاستئصال ورم سرطاني قرب الإذن، حيث بدء بعدها يشعر بضعف رؤية في عينه اليسرى، ولا يتلقى سوى المسكنات. وطالب المركز المؤسسات والهيئات الدولية كافة وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة العمل لإطلاق سراح الأسرى المصابين بالسرطان، نظرًا لخطورة أوضاعهم الصحية.