كتب هاني شكر الله رئيس تحرير سابق لموقع الأهرام ويكلي تقريرًا في "فورين بوليسي" حول مواقف الإخوان حيال الإعلام والذي يرى الكاتب أنها لا تبتعد عن ممارسات النظام السابق، وأن الثورة المصرية التي نادت بالتغيير اختطفت ولم تحقق وعودها في مجال الصحافة والإعلام، وذلك عبر تجربته الشخصية في مؤسسة الأهرام. يقول شكر الله في بداية تقريره عن الصحف والمجلات المملوكة للدولة والتي تصل إلى 18 ما بين صحيفة ومجلة، وتوظف ما يقرب من ألفي صحفي وآلافًا من الإداريين والعمال، إن الرئيس يمكن أن يفعل الكثير للتغلب على عوائق تطور تلك الصحف من التبذير الذي تركز على مدى عقود. في البداية برزت تحديات أمام فريقه تعوق انطلاق تجربته، حيث مكان الموقع في فندق رخيص، وأجهزة الكمبيوتر معيبة في غرف صغيرة، ولكنه وضع تلك التحديات جانبًا، وبدأ في مشروعه بشكل أثار ضجة داخل الأهرام للطريقة التي غطينا بها الأحداث والتي شكلت تقليدًا راسخًا في التغطية للأحداث الكبرى، وأشار إلى أنه أظهر تزوير الانتخابات من قِبَل شخصيات في الحزب الوطني الحاكم وقتها، وأن الإدارة انفعلت، وهاتفته تطلب منه "التخفيف" من الأخبار وإحداث "التوازن" في التغطية. وتحدث عن الضغوط التي تعرض لها، حيث هاتفه حبيب العادلي آخر وزير داخلية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان لا يجيد اللغة الإنجليزية؛ مما أثار غضبه. وأشار الكاتب إلى أن سر استمراره المتقطع في مؤسسة مثل الأهرام هو الدفاع عن المعايير المهنية وتقديم نمط مختلف من الصحافة، ويتنازل عما يطلب منه فيما لا يكون متصلاً بمشروعه، ونادرًا ما يأخذ الخلافات السياسية بمنحى شخصي. وأشار شكر الله إلى المرتين اللتين أقيلَ فيهما من منصبه مرة في عهد مبارك في يوليو عام 2005، والمرة الثانية بعد الثورة، تحت إدارة المعين من قِبَل جماعة الإخوان المسلمين، حيث أرسل له ما يفيد تقاعده في ديسمبر 2013. ويخلص الكاتب هاني شكر الله إلى أن الثورة المصرية التي وعدت بالتغيير في كل مكان، اختطفت ولم ترقَ إلى مستوى وعودها، فقد أعدت نقابة الصحفيين دراسة شاملة لنماذج من ملكية وسائل الإعلام العام في الدول الديمقراطية، وتحوي مجموعة مفصلة من المقترحات الدستورية والتشريعية، ودُفِعَ بها إلى الجيش والإخوان وحلفائهم السلفيين، ولكن هذه المقترحات يبدو أنها على الأقل قد أتلفت. Comment *