تباينت مواقف القوى الإسلامية حال عودة الجيش مرة أخرى للمشهد السياسي وسيطرتهم مرة أخرى على الحكم، خاصة مع تزايد دعوات نزول الجيش إلى الشارع مرة أخرى، وقيام المواطنين بعمل توكيلات للفريق عبد الفتاح السيسي لتولي إدارة البلاد، بدلاً من الرئيس محمد مرسي ذو الخلفية الإخوانية. جماعات الجهاد في مصر رفضت عودة الجيش مرة أخرى لإدارة البلاد، فمن جهته قال سيد أبو خضرة القيادي الجهادي أن قوى المعارضة تعمل على إفشال نظام الإخوان، في الحكم. وأوضح أبو خضرة في تصريحات "لبديل"أنهم على الرغم من اختلافهم مع طريقة جماعة الإخوان في تطبيق الشريعة، إلا أنهم ليسوا كجبهة الإنقاذ التي تعادي الشريعة بشكل واضح ، أو حكم الجيش مرة أخرى وخاصة أن مصر وقعت تحت وطأة الحكم العسكري منذ ثورة 32 يوليو، وما شاهدته نلك المرحلة من تعذيب وقمع للحريات. وأشار القيادي الجهادي ، إلى أن الجيش في حال انقلابه على الحكم الإخواني ، فمن المؤكد أنه سيسير على نفس السياسات التي كان ينتهجها إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك، (دعم النظم العلمانية). الأمر ذاته أكده وكيل مؤسسين حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسي للجماعة الإسلامية ، صفوت عبد الغني أن القوى السياسية المعارضة للنظام الإخواني ، تحاول الايحاء بأن هناك ثورة شعبية في الشارع، لزعزعة الأمن في البلاد. وأوضح عبد الغني في تصريحات "للبديل"أن جمع التوكيلات للفريق السيسي، ليس لها أدنى أهمية، قائلاً: الجماعة الإسلامية ترفض عودة الجيش مجدداً إلى الحياة السياسية، مشيراً إلى انه في حال عاد الجيش إلى المشهد السياسي فإن الجميع سيكون خاسر ، قوى مدنية وإسلامية. بينما قال قيادي بحزب النور السلفي - والذي رفض ذكر اسمه - إن الحزب يعترض على عودة الجيش للمشهد السياسي مرة أخرى ، إلا أنه في حال نزول يقدر تلك الخطوة بقدرها، ففي حال استمرار العنف في الشارع واستمرار نزيف الدماء فقد يكون نزول الجيش ضرورة لذلك. بينما استبعد الدكتور سمير غطاس رئيس مركز مقدس لدراسات السياسية، نزول الجيش للشارع مرة أخرى، خاصة وأن الجيش لايريد أن يتورط مجدداً في الحكم في ظل تلك الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية. وأوضح غطاس في تصريحات خاصة "للبديل" أن الجيش أثبت للجميع أنه مؤسسة وطنية التزم بتسليم السلطة لحكومة منتخبة، وأنه يحارب الآن محاولات أخونة الدولة، رغم الحرب الإعلامية التي تنتهجها الكتائب الإخوانية على قيادات الجيش. وأضاف رئيس مركز مقدس أن التيارات الإسلامية بشكلٍ عام لا ترغب في عودة الجيش إلى الحياة مرة أخرى خاصة وأنها تعلم أن أكثر المتضررين من عودة الجيش إلى الشارع مرة أخرى سيضيق عليها مرة أخرى، خاصة جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية وجماعات الجهاد، أما التيار السلفي فله موقفان، موقف ما قبل الثورة، الذي تمسك فيها بعدم الخروج على الحاكم وإعلانه الولاء له، وموقف ما بعد الثورة الذي أصبحت له قاعدة جماهيرية في الشارع وصلت إلىة 25% من مقاعد البرلمان، وهذا ما يخشى عليه التيار السلفي من عودة الجيش، حيث يعود بذلك إلى وضعه ما قبل الثورة من تحجيم دوره. وتابع رئيس مركز مقدس قائلاً: جماعة الإخوان تسعى إلى تفكيك المجتمع بما في ذلك الجيش وقوى السياسية المعارضة وحتى الحليفة، حتى يخلوا لها الساحة وتستطيع تطبيق أهداف التنظيم الدولي للجماعة. وذكر غطاس أن جماعة الإخوان استطاعت شق التيار السلفي، خاصة بعد إعلان عماد عبد الغفور رئيس حزب "الوطن" الانفصال عن حزب النور، وكذلك استقطاب قيادات حزب الوسط للدفاع عن تأسيسية الدستور والدستور، حتى إذا انتهوا مما هو مطلوب منهم انقلبوا عليهم. واختتم غطاس حديثه قائلاً: الخطوط العريضة بين التيارات الإسلامية (بإخوانها وسلفييها والجماعة الإسلامية والجهاد) يدركون تمام الإدراك أن عودة الجيش إلى المشهد السياسي لن تفيدهم ولن تفيد المشروع الإسلامي. Comment *