رَاَبَطَ أكثرُ من أربعمائة مواطن ألماني في وسط العاصمة الألمانية أمام ما بقي من جدار برلين التاريخي طوال أمس لمنع الشرطة الألمانية من تنفيذ برنامجها بهدم القسم الباقي من هذا الجدار لصالح المصارف والشركات العقارية. ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الألمانية ترغب في هدم الجزء الباقي من جدار برلين والمعروف باسم "ايست سايد جالري"، تنفيذًا لمخطط الشركات العقارية والبنوك بشراء هذه الأراضي - المتروكة من مخلفات الحرب العالمية الثانية- بأسعار زهيدة حتى تصبح مناطق حيوية وحديثة، كما جاء في التصريحات الرسمية التي رفعتها لشركات والمصارف الألمانية إلى المجلس البلدي للعاصمة الألمانية. وأوضحت الصحيفة أن المخطط الذي يسمى "الاستملاك القسري" يصيب معظم المدن التي شهدت حروبًا وقتالاً أدى إلى دمارها أو وفاة أصحابها. حيث أفادت الصحيفة أن البرلينيون لم ينتبهوا للاجتياح المصرفي والعقاري و حال الاستملاك الزهيد لوسط عاصمتهم إلَّا في عطلة الأسبوع الماضي عندما حاولت الشركات العقارية والمصارف الألمانية الاستعانة بالشرطة لهدم القسم الباقي من جدار برلين التاريخي، والذي يحمل لوحات فنية رسمها الفنانون الألمان لتعبّر عن تاريخ "مآسي العاصمة". وأشارت جريدة الباخبار اللبنانية إلى أن الجزء المتبقي من جدار برلين يضم لوحات جرافيتية وكأنها تحكي تاريخ المدينة زمن الانقسام بين المانياالشرقية والغربية: مثل لوحة تظهر سيارة "ترابنت" المصنوعة في ألمانياالشرقية تحطم الجدار، أو لوحة لقبلة بين الرئيسين الراحلين السوفياتي ليونيد بريجنيف والألماني الشرقي إريش هونيكر، أو لوحة لجندي ألماني شرقي يقفز فوق الجدار. لوحات فنية ستتحول في خطوتها الأولى من هذا المشروع إلى مبنى من 12 طبقةً لاستقبال 24 شقة سكنية مع ملحقات هذا المبنى من مقاهٍ ونوادٍ ليلية. وكان المجلس البلدي للعاصمة الألمانية قد تهرّب من الردّ على هجوم وسائل الإعلام التي حمّلته جريمة طمس المعالم التاريخية للمدينة والخضوع لسيطرة رأس المال والشركات العقارية، بالقول: إن منح تراخيص الاستملاك يعود إلى السلطات المحلية لأحياء المدن ولا يحقّ له التدخل بهذه القرارات. يذكر، أن بعض الفنانين الألمان رفضو ذلك وقاموا بالمشاركة في هذه التظاهرات لمنع هدم "ابست سايد جالري" مشيرين إلى أنه أصبح رمزًا سياحيًّا على مطبوعات ومنشورات شركات السفر، كما إن هذا "الجالري" أو كما يسمونه "بالمعرض المفتوح" أصبح يتفوق على متاحف برلين وبعض معالمها في معدل الزيارة. Comment *