أقبل شهر مارس واستقبلت معه الولاياتالمتحدة بداية تطبيق التخفيضات التلقائية في الانفاق الحكومي بمبلغ 85 مليار دولار على مدى الجزء الباقي من العام المالي وعلى مدى 6 أشهر. كما يجرى اليوم لقاء بين الرئيس الامريكى باراك أوباما وزعماء الكونجرس لتدارس ما يمكن عمله إزاء هذه المليارات التي ستضر بالاقتصاد الأمريكي بشكل بالغ.. ومن غير المتوقع أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لتجنبها لا اليوم ولا في أي وقت قريب. ويصر الجمهوريون على عدم قبول أي زيادة في الضرائب في إطار أي صفقة لتجنب تقليص الإنفاق، بينما يقول الديمقراطيون إن الجمهوريين سيكتشفون الحقيقة في نهاية المطاف وسيسمحون برفع الضرائب.. ولكن الواضح الآن هو أن الكونجرس لا يعرف ماذا يفعل الآن؟.. لتفادي التخفيضات قبل انتهاء العام المالي الحالي. وسوف يجلى الكونجرس الأمريكى اهتمامه على المسائل المتعلقة بالميزانية الفيدرالية وبحث ما إذا كان من الممكن الاتفاق على ما يعرف ب "قرار استمرار" حتى يمكن الحكومة من مواصلة العمل خلال الستة أشهر المتبقية من العام المالي. ويعمل مجلس النواب حاليا على تحقيق تقدم بشأن قرار الاستمرار المتعلق بالأشهر الستة القادمة مع توقع إمكانية اتخاذ إجراء في هذا الصدد خلال الأسبوع القادم. وكان المشرعون يعتقدون أن قرار الاستمرار كان من الممكن أن يقدم حلا رائعا يشمل بنودا توقف تطبيق التخفيضات التلقائية، إلا أن هذا الخيار لم يعد يبدو واعدا.. وكان ذلك يعني أنه يمكن وقف التخفيضات على الاقل حتى إبريل المقبل وربما إلى وقت لاحق. وينظر الديمقراطيون في مجلس الشيوخ إلى قرارالميزانية بالمجلس على أنه سبيل ممكن لإلغاء خفض الإنفاق، ويقولون إن تدابير خفض العجزالتي اقترحوها في مسودة ميزانيتهم يمكن أن تعمل على إلغائه، إلا أنهم يقرون بأن الطريقة الوحيدة لضمان تحقيق وفورات في المستقبل هي أن يتفق مجلس الشيوخ ومجلس النواب على الجلوس معا والاتفاق على مقترح للميزانية.. ويمكن لهذه المحادثات أن تستمر حتى حلول الصيف القادم . واجمالا، فإن التأخير قد لا يكون كله سيئ لأن آثارالتخفيضات يمكن أن تستغرق بعض الوقت حتى تصبح محسوسة.. فمعظم الاجازات الإجبارية للعاملين في الحكومة الامريكية وما يرافقها من تخفيضات في الأجور لن تبدأ حتى شهر أبريل المقبل، كما أن تقليص الوظائف في وزارة الدفاع لن يتم حتى نهاية شهر أبريل أيضا. وقد أصدرالبيت الأبيض مذكرة جديدة توجه الوكالات الحكومية بشأن كيفية تنفيذ التخفيضات في الانفاق.. وقد قدرت المذكرة التخفيضات بنسبة 9 في المائة بالنسبة للوكالات الحكومية المحلية وبنسبة 13 في المائة بالنسبة لوزارة الدفاع.. ومازال مكتب الميزانية في الكونجرس يقدر أعداد الوظائف التي سيتم فقدها هذا العام ب 750 ألف وظيفة. وإذا لم يتمكن الكونجرس من وقف تخفيضات الانفاق خلال العام المالي الحالي، فسوف يتم تخفيض الانفاق بما مجموعة 110 مليارات دولار من الانفاق المحلي وبرامج الدفاع حتى شهر أكتوبرأو سبتمبر القادم. وقد رفض مجلس الشيوخ الامريكى أمس كلا من البديلين اللذين طرحهما الحزبان الديمقراطي والجمهوري، مما جعل الرئيس أوباما يقول في بيان للبيت الأبيض أمس أن الحزب الجمهوري صوت في مجلس الشيوخ لصالح السماح بإلقاء عبء خفض العجز بالكامل على عاتق أسر الطبقة المتوسطة. وقد حظي مشروع القانون الذي قدمه الديمقراطيون في المجلس لتجنب التخفيضات بتأييد 51 عضوا من بين 100 عضو، بينما لم يحظ مشروع القانون الذى قدمه الجمهوريون سوى بتأييد 38 عضوا.. وكان اي من المشروعين يحتاج إلى موافقة 60 عضوا لتمريره. ومن ثم، فإذا تمكن الكونجرس الامريكى من التوصل إلى اتفاق حول إصدار قرار استمرار وميزانية، فربما تكون هناك فرصة أن يمر شهر مارس دون عواقب، ولكن ذلك غير محتمل. أ ش أ أخبارمصر-دولى-البديل Comment *