قال الدكتور أحمد البرعي - المتحدث الرسمي باسم جبهة الإنقاذ الوطني - إن ما يجري من محاولات لأخونة الحركة العمالية في مصر مصيره الفشل، مؤكدًا أن النقابات المستقلة قد انطلقت وأن العهد البائد لن يعود مرة أخرى والعهد الجديد سيكون لهذه النقابات المعبرة عن عمال مصر وليس للنقابات الموالية للحكومة، موضحًا أن هذا المصير قد ثبت بداية بخروج نقابة عمال البترول عن الاتحاد العام لعمال مصر والتي أبت على نفسها أن تخضع لحكم الإخوان المسلمين. جاء ذلك خلال مؤتمر "صرخة العمال" الذي نظمه كل من المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية - الاتحاد المصري للنقابات المستقلة - مؤتمر العمال الديمقراطي - المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية - النقابة المستقلة لعمال أسمنت بورتلاند - تيتان – النقابة المستقلة لعمال فرج الله جروب - حزب التحالف الشعبي الاشتراكي - مكتب عمال الاشتراكيين الثوريين - حزب الدستور - التيار الشعبي - حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي - حزب مصر القوية. وحضر المؤتمر ممثلون عن عمال شركة أسمنت الإسكندرية تيتان وعمال شركة فرج الله وعمال شركة مساهمة البحيرة وعمال شركة النحاس المصرية وعمال هيئة المياه والصرف الصحى وعمال هيئة أملاك الدولة وعمال شركة كادبورى وعمال شركه سوميد وعمال النقل العام وباقى العمال بالمدينة الحرة الإسكندرية. وأضاف البرعي قائلاً "إذا كان النظام الجديد في مصر يريد أن يسلك نفس الطريق الذي سلكه النظام السابق، فلن يفلح، هذه الثورة قامت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، عاش عمال مصر.. عاش كفاح عمال مصر، عاشت نقابات عمال مصر المستقرة". لافتًا إلى أن توريد العمال عبر مقاول هو مخالف وغير شرعي للمادة 36 من قانون العمل، ومؤكدًا أنه اجتمع مع عدد من عمال شركة أسمنت بورتلاند والذي أكد أن حقهم ثابت، حيث قال "بيننا وبين إدارة الشركة القضاء، وما يثير الانتباه هو هذه الموضة الجديدة من تهم الإضراب والذي هو حق ثابت للعمال"، وأضاف قائلاً "ولن تضيع تلك الحقوق". من جانبه وصف القيادي العمالي كمال أبو عيطة عضو التيار الشعبي موقف الإدارة المصرية مما يفعله المستثمرون وأصحاب الشركات بالعاملين ووقوف الدولة كطرف محايد بأن ذلك يشبه حياد الشياطين، مشيرًا إلى أن الحكومة تترك أصحاب الأعمال يفصلون العمال أو يحبسونهم بدون أن تتدخل لتمنع ذلك، مؤكدًا أن "الشعب المصري لم يقم بثورة ويقدم أغلى أبنائه من أجل أن تفض اعتصامات عماله بالكلاب أو أن يداس عماله بالنعال ويفصلون ويتحكم فيهم مستثمر". وطالب أبو عيطة أن يدقق العمال جيدًا في اختياراتهم الانتخابية والحزبية قائلاً "كل عامل قبل ما يختار لا بد أن ينظر لحقوقه وحقوق زملائه.. من غير المعقول أن يرضى عامل بالظلم ويخالف مصلحته"، موضحًا "أنا كعامل من حقي أجر عادل ووجود علاقة عمل ثابتة ومستقرة"، وواصل "يا من تتحدثون عن عجلة الإنتاج هي لا تسير بالعمالة اليومية؛ لذا لا بد من علاقة مستقرة وضامن". وأضاف موجهًا عتابًا إلى العمال قائلاً "أعاتب كل عامل عمل عضوية في حزب برنامجه ضد الأجر العادل أو حزب مع فصل العمال"، وأضاف "أنا مع الحزب اللى يدِّيني علاقات عمل مستمرة". وواصل "أنت لو عضو في حزب يدافع عن الإقطاع من العار أن تستمر فيه.. من العار أن تنضم للرأسماليين، كما أنه من العار أن العامل يدِّي صوته في الانتخابات لحزب لا يؤيد حقوقه ولا يدافع عن حقه في النقابة المستقلة". وأضاف أبو عيطة "على العمال أن يتحدوا في العمل العمالي والنقابي.. لا نفرق بين رجل وامرأة.. بين قبلي وبحري.. بين حزب وحزب طبقتنا المنتجة، الكادحة.. أنا وأنت جنود الإنتاج في هذا الوطن، وعلى مستوى الإنتاج بقى فيه أبطال الشفط والنهب والسرقة بديلاً عن أبطال الإنتاج اللى كنا بنحتفل بيهم زمان". وأضاف في إشارة إلى قيادات من حزب الحرية والعدالة قائلاً "كان فيه زمايل لينا بيناضلوا من أجل حرية نقابية، ولما لقوا حزبهم غيَّر موقفه غيروا موقفهم". وختم أبو عيطة كلامه مطالبًا بضرورة توحيد كل النقابات العمالية المستقلة في كيان واحد قوي يعمل على مصلحة العمال الحقيقيه ويقف مع حقوقهم، ويكون بديلاً عن اتحاد عمال مصر الذي وصفه بالإخواني. وتحدث محمد حامد رئيس النقابة المستقلة لعمال شركة أسمنت بورتلاند عن تفاصيل اعتصامهم الذي تم اقتحامه أثناء صلاة الفجر، لافتًا إلى أن من يتهمون العمال باستغلال الثورة للضغط للبحث عن مطالب هم مخطئون، مشيرًا إلى أن تاريخ نضالهم العمالي يمتد لسنين، خاصة وأنه في عام 2007 تم اعتقالهم أثناء إضرابهم في الشركة. وواصل "طلبنا تفاوضًا مع الشركة عبر وزارة القوى العاملة والشركة رفضت مطالبنا، وحاولنا التفاوض بطريقة ودية داخل وزارة القوى العاملة عبر تسليم الشركة الملف، ولكنهم تهربوا من مطلبنا بالحصول على أرباح الشركة السنوية". وهاجم حامد مدير أمن الإسكندرية السابق عبد الموجود لطفي؛ لقوله بعدم وجود إصابات في صفوف العمال رغم تعدد الإصابات بينهم مثل عضة كلب وكسر في الفك، مؤكدًا "أن ما حدث للطفي بنقله للجيزة هو ترقية". وأضاف حامد "فينك يا ريس؟ فينك يا اللي حابس عامل والمفروض المحبوس مدير الأمن؟ فينك يا مرسي؟ أنت مش حاسس بالناس؟"، وقال "معايا نص مستند بطلان بيع الشركة في عهد الفساد.. الشركة اتباعت بتلت تمنها وأقل من تلت تمنها". وأكد مجدي عبد السلام رئيس النقابة المستقلة لعمال شركات فرج الله أن "الرئيس محمد مرسي هو عدو لعمال مصر"، حسب قوله، مشيرًا إلى أن "مرسي لو ظن أنه يستطيع إسكات صوت العمال فهو واهم"، مضيفًا أن "العمال أصحاب حق؛ ولذلك فالقوة دائمًا معهم". وواصل موجهًا حديثه لمرسي "انتظر يا محمد مرسي.. رد الطبقة العاملة المصرية عليك قريب جدًّا". وأعلن السيد عبد الرازق الأمين العام النقابة المستقلة للصرف الصحي عن تدشين جبهة الدفاع عن جميع العاملين لمياه الشرب بالقاهرة والجيزة والإسكندرية والبحيرة وطنطا والشرقية وقنا؛ دفاعًا عن العيش في بيئة كويسة وصرف صحي نظيف". وقال محمد باقر ممثًلا عن حزب مصر القوية "إن الثورة لم تكتمل في ظل دستور لا يعطي أية حماية للعمال، أو إقرارًا لتعددية العمال وحرية العمل النقابي"، مشيرًا إلى أن الحزب الذي لن يدعم العمال "مالوش لزمة". من جانبهم رفع العمال المشاركون لافتات حملت عبارات "لا لتشريد 5200 عامل وأسرهم.. نحن ضحايا الخصخصة"، و"جميع عمال شركة فرج الله يحافظون على ممتلكات الشركة ويعملون على زيادة الإنتاج وهم أبناء ثورة يناير"، و"بدل الاستجابة لنا قبضوا علينا، قالوا عدالة اجتماعية طلعت دعاية انتخابية، حرية تكوين النقابات المستقلة، عمال شركة مساهمة البحيرة يطالبون بتفعيل قرار عودة الشركة لقطاع الأعمال العام"، و"اكتب على حائط الزنزانة حبس العامل عار وخيانة"، "يا تكية يا وسية، سرقوكي الحرامية"، و"سامع صوت المكن الداير بيقول بس كفاية مذلة". "البرعي" بمؤتمر صرخة العمال بالإسكندرية: أخونة الحركة ستفشل.. والنقابات العامة لا تعبر عنا "أبو عيطة": موقف الدولة مما يفعله رجال الأعمال بالعمال يشبه حياد الشياطين