يفتتح أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، غدا الثلاثاء، مؤتمرا عالميا يمتد ليومين بالقاهرة حول: "فكر الإمام بديع الزمان سعيد النورسي وأثره في وحدة الأمة الإسلامية"، ويشارك على جمعة مفتي مصر الذي تنتهي ولايته نهاية الشهر الجاري، وطلعت عفيفي وزير الأوقاف المصري بافتتاح المؤتمر الذي يحضره ممثلون عن 40 دولة إلى جانب السفير التركي بالقاهرة حسين عوني بوطصالي و160 شخصية ما بين علماء ومثقفين أتراك، بخلاف عدد من كبار العلماء والمفكرين الإسلاميين بمصر. وقال عبد الغنى هندي، المنسق الإعلامي للمؤتمر، اليوم إنه "سعيا لتحقيق الوحدة الإسلامية والإنسانية جمعاء، القائمة على الإيمان التحقيقي، الذي يرتبط فيه الفكر بالواقع والنظر بالتطبيق والإيمان بالعمل، كان المقصد من إقامة هذا المؤتمر". وأضاف أن فكر الإمام النورسي "هو فكر يتطابق مع ما نسعى إلي تحقيقه، بل ومن خلاله نستطيع أن نقف على أهم المعوقات التي تحول أمام تحقيق الوحدة والتي ناقشها الإمام النورسي في رسائله ووجد لها العلاج النافع من صيدلية القرآن الكريم". وتابع قائلا: "إننا نود من خلال فكر النورسي أن نصحح التصور المغلوط والفهم الخاطئ للقضاء والقدر والتوكل، هذا التصور وذلك الفهم كان لهما أكبر الأثر في تمزيق صف الأمة الإسلامية وتراجعها الحضاري، وكان لتخلينا عن مرجعيتنا الإيمانية الأثر البارز في إهدار القيمة الحقيقية للوحدة،وانزلاقنا في التبعية السلبية للأجانب، ثقافيا و سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على الرغم من كثرة أفرادنا وثرواتنا". ولفت إلى أن المؤتمر الذي يرعاه الأزهر الشريف ومؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم التركية، يهدف إلى "جمع أفراد الأمة الإسلامية واتحاد قلوبهم وصفوفهم، وأن تتوحد جهودهم وكلمتهم بحيث يعاد بناء الفرد المسلم، وإشعاره بمسئوليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية". ومن بين محاور المؤتمر بحسب ما ذكره المنظمون: ماهية ومصادر وملامح الفكر النورسي، ومفهوم الأمة الإسلامية من خلال كتاب "كليات رسائل النور"، ومعوقات الوحدة الإسلامية وأسباب غيابها، وكيفية التغلب على معوقات وحدة الأمة الإسلامية، والعنصرية والقومية السلبية وأثرهما في ضعف الدول الإسلامية. يذكر أن الدعوة للمؤتمر قد وجهت إلي كافة القوي والتيارات السياسية والدعوية بمصر كجماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية، وجبهة الإنقاذ المعارضة، والائتلافات والحركات الشبابية. وبديع الزمان سعيد النورسي ولد في قرية نُوْرس شرقي الأناضول في تركيا عام 1877، وتوفي عام 1960، ويعد واحدا من كبار مفكري الأمة الإسلامية في العصر الحديث، وأحد مجدديها الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إحياء اليقظة الإسلامية خلال النصف الأول من القرن العشرين. ومن أبرز ما كتب "رسائل النور" وهي مجموعة من الرسائل التي ألفها وشملت تفسيرات قيمة لآيات القرآن وتوجيهات دعوية لإرشاد المسلمين، وزاد عددها عن مائة وثلاثين رسالة جُمعت في كتاب تحت عنوان: "كليات رسائل النور". الأناضول أخبار مصر - أخبار - البديل Comment *