وضع مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي تقريره الدوري حول شكل العالم في عام 2030، والذي يرصد زوال الهيمنة الأمريكية وصعود العملاقين الصيني والهندي، كما يرصد نزاعات دولية حول المياه، وإسلام سياسي غامض، وانتقال القيادة من الحكومات إلى جهات غير رسمية. "تحت عنوان اتجاهات عالمية 2030: عوالم بديلة"، قال التقرير الدوري الخامس الصادر عن مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي - والذي يرصد أحوال العالم في المستقبل – إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تكون القوة العظمى القائدة في عام 2030، والعالم سيتحرك وفق ما تقرره الصين والهند. ويخلص التقرير إلى أنه في عام 2030 لن تقود العالم قوّة واحدة، بحيث تنتشر القوة بين مختلف الدول وتنتقل من الحكومات إلى الشبكات غير الرسمية، وبذلك لن تستطيع الولاياتالمتحدة أو الصين وحدهما فرض هيمنتهما على باقي الدول. أما العاملان اللذان سيحددان شكل العالم عام 2030، فهما: التغيرات الديموغرافية وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية. ويشرح التقرير "أنه في عام 2030 ستشكل المياه عاملًا للنزاعات داخل الدول وفيما بينها، أكثر من عاملي الطاقة والمعادن، وسيتزامن تصاعد الطلب على المياه عالميا مع ازدياد عدد السكان، خاصة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا وجنوبها وشمال الصين، مما سيزيد التوتر في تلك المناطق. كما يتوقف التقرير طويلاً عند الجانب الأمني وشكل الحروب والأزمات المقبلة و "مستقبل الإرهاب"، لافتًا النظر إلى أن منظمتي " حزب الله وحماس" سيلعبان دورًا محوريًا في الحروب المفصلية المقبلة. وعلى المستوى التكنولوجي، حذر تقريرمجلس الاستخبارات الوطنية من أن التكنولوجيا ستذهب في اتجاه خدمة تطوير الأسلحة وتسهيل الحصول عليها، وبالتالي توسيع نطاق مستخدميها من المجموعات غير النظامية. وحول انتشار مواقع التواصل الإلكتروني وتزايد تأثيرها في مختلف المجالات، يشرح التقرير أن ذلك سيمكّن القدرات الفردية داخل الدول من إنشاء شبكات إنترنت داخلية لتجنّب الاختراقات. كما أشار التقرير إلى أن عملاقى الإنترنت "جوجل و فيسبوك" سيتربّعان على عرش المعلومات وسيمتلكان كميات من المعلومات الحيّة تفوق تلك التي تحصل عليها الحكومات. ومن الناحية الاقتصادية، لا يرى الباحثون انفراجًا كاملًا في عام 2030، حيث إن ارتدادات الأزمة المالية العالمية ستستمر بعد 17 عاما، والدول التي تعاني من الأزمة حاليًا لم تكن قد استعادت عافيتها بشكل كامل. وتحت عنوان "انتشار السلطة"، يعرض التقرير لائحة بأسماء الدول التي ستبرز كقوى اقتصادية موازية بنفس أهمية الغرب مثل: كولومبيا، مصر، إندونيسيا، إيران، تركيا، المكسيك، جنوب أفريقيا وغيرها. ويرصد التقريرأن الهند ستكون بمكانة الصين في وقتنا الحالي، كما أدرج لائحة يتنبّأ فيها ب "الدول الأكثر عرضة للانهيار في 2030 "وهي الصومال، بوروندي، اليمن، أوغندا، أفغانستان، مالاوي، الكونغو، كينيا، نيجيريا، النيجر، باكستان، تشاد، هاييتي، إثيوبيا، وبنجلادش". أما «العوالم البديلة» التي يطرحها الباحثون فهي أربعة، وهي بمثابة سيناريوهات لشكل العالم في عام 2030 وتتراوح بين حروب شاملة وصولاً إلى تسلّم الجهات غير الحكومية قيادة العالم بأزماته وتحدياته. Comment *