تقع في تنزانيا أربعمائة خمسة وأربعين حالة وفاة بين الأمهات والأطفال الرضع من كل 10 آلاف حالة وضع لمولود حي، حسب منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف). وعلى الرغم من التحسن الذي طرأ على هذا الرقم خلال العقد الأخير إلا أنه لايزال بعيدا عن الرقم المنشود وهو 193. وقد عاد الحديث حول الضعف الذي يعتري مجال صحة الأمهات في هذا البلد ليطفوعلى السطح من جديد في أعقاب المؤتمر العالمي لصحة الأم الذي انعقد في أروشا، حيث التقى أكثر من 900 خبير في صحة الأمهات من 70 بلدا لمعالجة مسألة الحصول على خدمات الرعاية الصحية التي تتسم بنوعية عالية. وقال وكيل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية سيف سليمان راشد "إننا نقوم بتدريب ممرضاتنا وقمنا بزيادة مستوى الوعي فيما يتعلق بفترة الحمل، ويمكنني أن أؤكد لكم أننا ملتزمون بالحد من معدل الوفيات بين الأمهات والأطفال الرضع"، إلا أن "المعدل الحالي لا يمكن القبول به". من جانبها، كثفت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بعد مؤتمرعروشا من حملات صحة الأمهات عملت من خلالها على الترويج للمسائل الخاصة بصحة الأم على محطات الإذاعة والتليفزيون في مختلف أنحاء البلاد، حسب راشد. وتشجع هذه الحملات الأمهات اللاتي ينتظرن مواليد إلى الإنجاب في المستشفيات، إذ أن نصف حالات الولادة فقط في تنزانيا يتم داخل مرافق للرعاية الصحية، حسب اليونيسيف. كما تدعو الحملات الأمهات إلى التأكد من تلقي الخدمات الصحية مجانا، حسب وكيل الوزارة الذي قال لصباحي إنه "لا يتعين عليهن دفع سنتا واحدا". وذكر راشد أن الحكومة خصصت مبلغ 65 مليار شلن (40 مليون دولار) من ميزانية السنة المالية 2012-2013 من أجل تحسين مستوى صحة الأمهات. وسوف يتم صرف قسم من هذه الأموال لشراء مجموعة مستلزمات الإنجاب للأمهات اللائي ينتظرن مواليد ومتابعة إدخال التحسينات على مستشفيات الأمومة من قبيل زيادة عدد غرف العمليات للحالات الطارئة. وأوضح راشد أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الوزارة يتمثل في موقف التنزانيين تجاه مسألة الخدمات الصحية، حيث إن لدى غالبية النساء الحوامل انطباعا بأن المستشفيات الحكومية تقدم خدمات رديئة، حسب قوله. وضع استراتيجيات جديدة يرى بيتر بوجالي، مديرالصندوق الاستئماني للتنمية البشرية، الذي يراقب شئون صحة الأم، أنه يتعين على الحكومة أن تضع سياسات شاملة للتقليل من نسبة الوفيات بين الأمهات والأطفال الرضع، مثل إنشاء مراكز تدريبية للعاملين في المجال الصحي وبرامج الرعاية الصحية أثناء الحمل لزيادة الوعي عند الآباء. بينما ترى طبيبة الأطفال بمستشفى مبييا للإحالة الطبية، ثيوبيستا ماسينجي، إن عدم كفاية التعليم في مجال صحة الأم والمواقع غير المناسبة للمستشفيات وسوء حالة البنية التحتية للطرقات تسهم جميعا في ارتفاع معدل الوفيات بين الأمهات والأطفال الرضع في تنزانيا. وقالت ماسينجي في حديث لصباحي إنه "لا توجد لدينا أية مشكلة في مرافق مستشفانا على الإطلاق. مشكلتنا تتمثل في ضعف التعليم في مجال صحة الأم وفي الموقع الجغرافي [للمرافق الصحية]، فكثير من النساء الحوامل يتوفين وهن في طريقهن إلى المستشفى بسبب الطرق التي يصعب اجتيازها ونقص سيارات الإسعاف. وقال وكيل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية سيف سليمان راشد إن الحكومة تعتزم تمديد الزيادة في ميزانية الرعاية الصحية حتى عام 2015 بغية مواصلة إدخال التحسينات على الخدمات في المراكز الطبية وبالتالي التقليل من معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال الرضع بصورة كبيرة. أخبار مصر - البديل Comment *