إنه " أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد"المعروف بابن رشد" الذى ولد فى مثل هذه الأيام من عام 520 هجريا الموافق 1126 ميلاديا، ويعتبر من أهم فلاسفة الإسلام، بل يشاع أن الفلسفة الإسلامية انتهت بوفاته دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. وكان التاريخ يعيد نفسه فقد واجه "ابن رشد" ضغوطا كبيرة آنذاك واتهم من الحركة السلفية بالتكفير والإلحاد التى رأت اتصاله بعلوم الكفار مثل أرسطو حرام وحاربوه، حبس ابن رشد لكن لم يطل حبسه وانتقل إلى مراكش ومات هناك. أثّر ابن رشد في العالم الإسلامي والمسيحي وأوروبا وقد بحث عن أسباب انتهاء حضارة المسلمين في الأندلس فرأى أنها بسبب تراجع دور المرأة آنذاك، كاتبا بمؤلفاته مشروع النهضة للحضارة الإنسانية بأكملها وللحضارة الإسلامية بشكل خاص، وبكل تأكيد نهضة ابن رشد تختلف عن نهضة تلك الأيام العجاف التى تعيشها بلادنا.!! من القرن 21 نوجه إليك نداءً يابن رشد، نناشدك أن تعود وتأتى لتفصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال، عُد إلى بلادٍ تُسقط اليوم كل القيم والمثل من الخيروالحق والعدل والجمال وتلوثهم بأنماط تفسيرات دينية متطرفة، قُتلنا بعدك أكثر من ابن رشد، بالرصاص وبالسكاكين وبأحكام التكفير وبالسكوت للنظام ولرجاله، كثيرون قُتلوا في الطريق إلى العدالة والحرية والفكر الحروالعقل، وبقي الغزاليّ يحبسنا كعفريتٍ في قمقم المأساة.. اليوم نراكْ، شاهرا حبركَ، وصوتك الصارخ في وجه الممانعين والمعتدلين وما بينهما، مؤسسا لعقلٍ جديدٍ، لا يسجنه الغزاليون بين خيارات الذلّ والمحتل، وبين الموت والموت. تعالَ يا ابن رشد، إلى هذه بلادنا التى أصبحت كالصحراء البدوية الخشنة لتعمرها بخضرة أفكارك ،وآرائك المستقيمة المعتدلة. وانطلاقا من إيمان"البديل" بدور الإعلام ورسالته التنويرية وتخليص المجتمع من براثن القوى الظلامية التى تريد أن تسيطرعليه وتعود به قرون للوراء، تستمرالبديل فى سلسلة إحيائها للتراث الإنساني والرموز الفكرية التي ساهمت في تشكيل الوعي العقلي والفكري للإنسانية، والتى بدأته بالاحتفال بذكرى ميلاد ابن سينا الشهر الماضى، وتستكمله بالاحتفال بذكرى وفاته تحت عنوان ابن رشد "الشارح فيلسوف العقل ومبتدع الفكر الحر". يتم خلال الأسبوع نشر بعض المقالات والتحقيقات والحوارات حول "ابن رشد" وإنجازاته الحضارية العلمية والمعرفية عبر "نافذة على الوعي" و " الرأى " من خلال تفاعلات ومساهمات القراء والباحثين والمهتمين بإيقاظ العقل وتفعيل طاقته في سبيل بناء الإنسان الناقد والمفكر والفاعل. الرأى: إبراهيم العريس : « تهافت التهافت »: ابن رشد يرد على هجوم الغزالي «ابن رشد والرشدية » لرينان : رجل حرية أم فيلسوف ؟ نافذة على الوعى: أبو الوليد الثائر ثقافة: "التهافت" و"تهافت التهافت".. كتابان لا تزال ظلالهما وأنوارهما ينعكسان على حاضرنا فى ذكرى رائد التنوير الإنساني والمعرفي أبو الوليد ابن رشد Comment *