أكد مسئولان فلسطينيان أن اتفاقي القاهرةوالدوحة مازالا هما الأساس الوحيد أمام الفصائل الفلسطينية لاستكمال الحوار الوطني وصولا إلى إنجاز المصالحة على الأرض وإعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ونفى المسئولان الفلسطينيان - في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) - وجود أي خلاف بين حركتي "فتح" و"حماس" حول ما جاء في اتفاقيتي القاهرةوالدوحة بشأن المصالحة. وأوضحا أن الإجماع على الاتفاقين هو الموقف الرسمي للفصيلين، لأنه ليس هناك بديل أمام الشعب الفلسطيني إلا هذان الاتفاقان اللذان يعتبران، من وجهة نظرهم، السبيل الوحيد لإنجاز المصالحة وإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "إنه سيتم بعد غد الأربعاء زيارة مهمة لوفد لجنة الانتخابات الفلسطينية إلى قطاع غزة ونحن ننتظرها بفارغ الصبر لأن زيارتهم تستهدف إعادة فتح مكاتب الهيئة الفلسطينية المستقلة للانتخابات في القطاع وهذا شيء مهم ، بالإضافة إلى فتح الباب لتسجيل الناخبين الذين حرموا من هذه الفرصة خلال السنوات الماضية ، وهي أيضا مسألة مهمة جدا وتمثل الخطوة الأولى في اتفاقات المصالحة التي تم توقيعها في الدوحةوالقاهرة". وأكد الدكتور نبيل شعث أن نجاح هذه الخطوة الأولى سيعقبه مجموعة أخرى من الخطوات التي تساعد على تنفيذ الاتفاقات التي تم توقيعها. وأضاف أن هناك لقاء سيعقد في القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة لبحث الخطوة التالية وهي تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة ، كما سيتم عقد لقاء يضم الرؤساء والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كافة يوم 8 فبراير المقبل برعاية مصرية ، وسيتم فيه بحث موضوع منظمة التحرير وإعادة تشكيل المجلس الوطني ، وبالتالي تكون الخطوات قد تلاحقت الواحدة تلو الأخرى ، وهذا يبشر بتقدم كبير في مجال المصالحة. وحول ما تردد من أنباء حول بعض التحفظات على بعض بنود اتفاقات القاهرةوالدوحة بشأن المصالحة وهل يمكن القول بأن الاتفاقين مازالا هما أساس كل جهود المصالحة .. قال الدكتور نبيل شعث " إنه ليس هناك أمل آخر إلا هذين الاتفاقين ، فلقاء الرئيس محمود عباس مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة مؤخرا كان نتيجته الرئيسية هي التزامهما بتنفيذ اتفاقات الدوحةوالقاهرة تنفيذا كاملا ، والمشكلة فيما سبق كانت هي توقف لجنة الانتخابات عن القيام بتسجيل الناخبين الذين لم يكونوا قد سجلوا من قبل وهذه أدت إلى توقف الخطوات التالية". وقال "اعتبر أن يوم الأربعاء القادم هو يوم مهم جدا لأنه إذا تم بالفعل فتح باب التسجيل نكون قد انطلقنا إلى التطبيق الكامل لكل الاتفاقات، ونحن ليس لدينا أي اعتراض على أي جزء من اتفاقات القاهرةوالدوحة". من جانبه، قال الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة "حماس" إن المصالحة بدأت من قبل حماس التي حرصت عليها دائما ، لكن في فترة من الفترات كان الإخوة في فتح يريدون تطبيق جزء واحد من اتفاقات المصالحة وهو الجزء المتعلق بالانتخابات، لكن في الحقيقة تغير هذا الموقف في الآونة الأخيرة. وأضاف الدكتور محمود الزهار - في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) - أنه في ضوء هذا التغير في المواقف داخل حركة فتح عقد لقاء في القاهرة وتم فيه الاتفاق على تفعيل اللجان الخاصة ، سواء كانت لجان الانتخابات أو لجنة المصالحة المجتمعية أو بقية اللجان لأنه من المفروض أن تجهز آليات للإجابة على هذا الموضوع حتى نهاية هذا الشهر . وأوضح أنه في ضوء ذلك تمت دعوة وفد اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية في الداخل لزيارة قطاع غزة للتباحث في كيفية وضع التصورات والطرق العملية لتحقيق هذا الهدف الخاص بإجراء الانتخابات المقبلة. وفيما يخص الموقف الرسمي داخل حركتي فتح وحماس وهل هناك أي تغير بشأن اتفاقي الدوحةوالقاهرة بشأن المصالحة .. قال الدكتور محمود الزهار إن هناك اختلافا بين اتفاقي القاهرةوالدوحة فيما يتعلق بالجزئية الخاصة بمنصب رئيس الوزراء ، فاتفاق القاهرة نص على أن يكون هناك رئيس وزراء ليس من فتح أو من حماس ويتم اختياره من قبل الفصيلين بالتوافق وأن تكون الحكومة توافقية . أما في الدوحة وبعد إجراء المباحثات تم تعديل هذا الأمر وتم الاتفاق على اختيار الرئيس محمود عباس رئيسا للحكومة ، وهو أمر يتطلب إعادة ترتيب تنفيذ بقية البنود المتعلقة بالحكومة ، وهذا أمر سيتم مناقشته خلال الأيام القادمة. وأكد الزهار على التزام حماس بالاتفاقيات الخاصة بالمصالحة وهما اتفاقا القاهرةوالدوحة لإنهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني ، كما أكد على مضي الجميع قدما لدعم كل الجهود التي تساعد على إنهاء هذا الوضع في الأراضي الفلسطينية من خلال تنفيذ كافة الاتفاقيات الأخرى. وثمن الزهار الجهود التي تقوم بها دولة قطر في دعم المصالحة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام ، مشيرا إلى أن زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر إلى غزة أعطت بعدا إنسانيا كبيرا بإقامة شوارع هامة في القطاع وأيضا بناء وحدات سكنية لمن فقدوا سكنهم بسبب الاعتداءات المتكررة. وفيما يتعلق بالاتهامات التي وجهت إليه شخصيا من قبل بعض الأطراف داخل حركة فتح بأنه يعرقل جهود المصالحة الفلسطينية وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا التراشق الإعلامي على المساعي المبذولة حاليا .. قال الدكتور محمود الزهار " إنه لا يلتفت إلى مثل هذه التصريحات ولا يبدي اهتماما لها"، مؤكدا في الوقت نفسه عدم صحة مثل هذه الادعاءات. أخبار مصر- فلسطين - البديل Comment *