نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا لمارك لينش، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة ويليامز، يقول فيه إن العلاقات الأمريكية السعودية تواجه العديد من المشاكل، من بينها الربيع العربي، مضيفا أن أوباما لن يستطيع التواصل بشكل صحيح مع الربيع العربي طالما يغض الطرف عن الجهود القوية للمملكة العربية السعودية لمنع التغيير في منطقة الخليج والممالك الحليفة لها ، خاصة البحرين. ورأى الكاتب أن أوباما يعتمد على دول الخليج للوقوف ضد إيران، الأمر الذي يجعل من الضغط عليهم للإصلاح أو لمنع تدخلهم المناهض للثورة في البحرين صعبا بالنسبة له. وأشار "لينش" إلى أن التناقض الكبير في الآراء حول البحرين يعكس فجوة كبيرة بين الرياض و واشنطن بشأن النظام الإقليمي، حيث إن عداء المملكة العربية السعودية تجاه الثورات في تونس ومصر وفي المقابل بذلها جهودا قوية لمنع التغيير في منطقة الخليج والممالك الحليفة لها في المنطقة يخالف هدف أمريكا لتعزيز الإصلاح. كما أن دعم المملكة العربية السعودية لسحق حركة الاحتجاج البحرينية المطالبة بإجراء إصلاحات يخلق فجوة في المصداقية الأمريكية. وفي السياق ذاته، أوضح أستاذ العلوم السياسية أن السياسات المحلية السعودية بدءا من اضطهاد حقوق المرأة وسوء معاملة الأقلية الشيعية إلى غياب الديمقراطية والقمع الشعبي هي أيضا تتنافي مع الرؤية الليبرالية الأمريكية بشكل واضح، مشيرا إلى أنه إذا حاولت إدارة أوباما إجراء مفاوضات جادة مع إيران بشأن برنامجها النووي ستجد الرياض شريكا متشككا. وذكر "لينش" أن هذا التوتر يقضي على إستراتيجية الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط إلى أقصى حد ويعيقها عن الوقوف في “الجانب الصحيح" بقوتها العسكرية والسياسية جنبا إلى جنب مع التزامها القوي بالإصلاح السياسي ودعم حركة التغيير النشط في المنطقة. وأضاف : لهذا فإن تحالف أمريكا مع السعودية يكشف أكبر تناقض في محاولتها للتكيف مع تطلعات الشعوب للتغيير في المنطقة ويخالف بشكل واضح معايير الأولويات الأمريكية. لذلك هذا هو الوقت المناسب لواشنطن للتفكير بشكل جدي حول كيفية استخدام استراتيجيتها الإلحاحية والتزاماتها العسكرية في المنطقة لتستطيع التأثير على هؤلاء الحلفاء وتدفع بهم نحو الإصلاح. وفيما يتعلق بتأثير ثورات الربيع العربي على الصعيد المحلى داخل السعودية، أشار الكاتب الأمريكي إلى أن عددا من الناشطين الشباب في المنطقة الشرقية أو دعاة لحقوق المرأة أو محامين حقوقيين في الرياض يعتبرون أن ما حدث في تونس ومصر وبزوغ الربيع العربي هو شرارة لشكل جديد من أشكال الحراك المحلي، بالإضافة إلى أن المشاكل الاقتصادية والسياسية المتكررة جنبا إلى جنب مع انتشار الفساد قد خلق كثيرا من الاحتقان بين السعوديين. Comment *