أطلقت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الفصل الدراسي الحالي مادة دراسية بعنوان "الثورات في العالم العربي" قام بتدريسها الدكتور وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة، حيث التحق بالمادة 12 طالبا والذين قاموا في ثلاثة أسابيع متصلة بقراءة واستيعاب العشرات من المقالات التي تناولت الربيع العربي. ويشير الدكتور قزيحة إلى أن الهدف من هذه المادة هو تعريف الطلاب بالسياسة المعاصرة في المنطقة وأضاف أن العديد منهم انتهوا من هذه المادة بموضوعات بحث لأطروحاتهم في العلوم السياسية،وتركز المادة على الثورات المصرية والسورية. وقال قزيحة: "كان التركيز الرئيسي على مصر وسوريا لأن كل منهما لديه وزن كبير في المنطقة، وأوضح: "ما يحدث في سوريا، كما رأينا، له تداعيات ليس فقط في الأردن وفلسطين والعراق ولكن أيضا خارج الوطن العربي في إيران وتركيا." وكجزء من المادة، قام الطلاب بدراسة ما هي الثورة و كيف تختلف عن غيرها من الأنواع الأخرى من الصراعات والانتفاضات. وأضاف كان دور القوات المسلحة أحد الموضوعات الرئيسية التي تناولتها المادة حيث يقول قزيحة: " في مصر، قام الجيش، عن طريق إظهار التعاطف لقضية الثورة، بتيسير قيامها. ويمكننا أن نجد نمطا مماثلا في تونس، في حين أن في سوريا وأيضا في البحرين، وقف الجيش إلى جانب النظام، في أماكن أخرى، مثل اليمن وليبيا، نقسم ولاء الجيش مما أدى إلى نشوب حرب أهلية وتدخل قوى خارجية." وتابع قزيحة أنه يمكن تناول المقارنات بين الحركات الثورية من زوايا عديدة. "في الستينيات وجه علماء السياسة المتخصصون في الشرق الأوسط اهتماما كبيرا للقوى العسكرية بالمنطقة هذا الاهتمام تلاشى في العقود اللاحقة، ولكنه ينمو ويأخذ شعبية كبيرة بالتوازي مع الاهتمام المتزايد بدراسة الثورات." تقول جيلان طوبار، طالبة العلوم السياسية وإحدى الدارسات في هذه المادة: "اطلعنا على العوامل التي أدت إلى الثورة في مصر، كما ناقشنا أيضا كيف أن القوى الاجتماعية السائدة مثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين قادت البلاد بطرق جعلت مصطلح "ثورة" يبدو أقل ملائمة مما يجب أن تكون." ويعبر أيرون روز، طالب الدراسات العليا في الصحافة والإعلام بالجامعة عن الشعور ذاته ويقول: "أهم شئ تعلمته في هذه المادة أن جميع هذه الثورات منهجية ومترابطة." ويضيف: " أدركت مؤخرا أن معظم ما حدث يبدو لأول وهلة أنه يمكن التنبؤ به ولكن حتى الخبراء الذين درسوا هذا المجال طوال حياتهم لم يتوقعوه." يرى روز أن هذه المادة لها تأثير كبير عليه ويصفها بأنها تتطلب عملا دءوبا ولكنها مثيرة ومحفزة. يقول: "كان بالتأكيد تحد كبير، فكنا نقرأ ما يعادل كتابا كل أسبوع وكان من المتوقع دائما أن ننجح في هذا. كانت هذه المادة بالنسبة لي قيمة للغاية كصحفي مستقل. فقد جئت هنا لفهم الكثير من الفروق الدقيقة عن مصر والمنطقة ككل والذي لم أكن سأتمكن من تعلمه بطريقة أخرى. سيكون هذا مفيدا للغاية في دراستي للصحافة والإعلام لإن فهم ثقافة الدراسة المصرية مرتبط بشكل كبير لفهم الإعلام المحلي." Comment *