نشرت صحيفة ال"إندبندنت" البريطانية مقالا افتتاحيا ، اليوم الاثنين ، حول أحداث العنف التي شهدتها مصر خلال اليومين الماضيين . ووصفت "إندبندنت" تغير النظام بأنه بدأ يتخذ شكلا "فوضويا" ، وأن التيارات المتنافسة غدت لا تعد ولا تحصى، والاعتماد على انتقال هادئ وبلا منازع في مثل هذه الظروف أصبح تهورا ، لافتة إلى أن الزخم السياسي في مصر يأتي من الداخل وليس من الخارج مثل العراق . وتابعت الصحيفة "ولكن التحول في مصر أطلق أعمال عنف في أماكن غير متوقعة، وأصبح ملعب الكرة نوعا من منطقة الحرب في حد ذاتها، ففي فبراير الماضي، قُتل أكثر من 70 شخصا في أعمال شغب عقب مباراة بين المصري والأهلي، وحكمت المحكمة في القاهرة بإعدام 21 لاتهامهم بقيام أشياء في مذبحة بور سعيد، ولكن الحكم جلب المزيد من العنف والضحايا وصل إلى اقتحام سجن ومبان أمنية أُشعلت النيران فيها" . وذكرت الصحيفة أن حكام مصر الجديدة أظهروا موهبة خاصة في سوء التوقيت، واعتبرت أحكام بورسعيد جاءت بعد سنتين على خلع مبارك لتؤدي إلى تفاقم الانقسامات في البلد، إضافة إلى جلب ذكرى رحيل مبارك احتجاجات عنيفة في مدن مصرية، حيث عبر العشب عن عدم رضاه عن الرئيس مرسي. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن توقيت النطق بالحكم كان سيئا، حيث عجلت بالاضطرابات، واعتبرته معرضا لقمع العواطف السياسية وتعزيز روح الهدف المشترك التي تحتاجه مصر بشدة، جاء ذلك بعد ما فعله مرسي باستيلائه على السلطات القضائية في خطوة اعتبرتها ال"إندبندنت" خاطئة داخليا وخارجيا ، فقد طغت على إنجازه في التوسط لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وقطاع غزة. واستطردت الصحيفة "مثل هذه الإشارات المرتبكة والأخطاء الواضحة يمكن أن ترجع إلى قلة خبرة مرسي في السياسة والحكومة، بعد عقود نُفيّ فيها الإخوان ، مضيفة أن مشاعر الخيبة ازدادت في ظل حالة الركود وتراجع السياحة، ولم يحرز أي تقدم في القضاء على البطالة أو زيادة الخدمات العامة، وانعكس ذلك بالسلب على فعالية الحكومة. وأضافت الصحيفة أن ذلك لا ينفي التقدم الذي تم إحرازه في العامين الماضيين ولكن أعمال العنف الأخيرة تعكس آثار الانتشاء المفاجئ بالحرية. Comment *