تصدرت الأزمة السورية محادثات النائب اللبناني ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، مع وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف، والذي أعلن فيها جنبلاط للمرة الأولى دعمه الكامل للرؤية الروسية لحل الأزمة السورية، واصفا إياها ب"الرؤية الجيدة"، مضيفا "سأناقش ما طرحته موسكو مع أصدقائي في المعارضة السورية"، مشددا على أن استقرار الشرق الأوسط كله مبني على الاستقرار في سوريا. ويأتي التقارب الذي طرحه الزعيم الدرزي مع الرؤية الروسية للأزمة السورية كنتيجة لعوامل أهمها غياب التقارب السعودي-القطري عن جنبلاط، وآخرها عدم تلبية سفيري السعودية وقطر دعوته في إطارلاجتماع غير رسمي في منزله للسفراء العرب في لبنان، مما أكد مخاوف جنبلاط من انغلاق كافة المسارات الدولية التي كانت تدعمه في موقفه الأخير منذ بدء الأزمة السورية. ويأتي قرب موعد الانتخابات اللبنانية، وما قد ينعكس عليه من تباعد جديد مع قوى 14 آذار بسبب الجفاء القطري-السعودي مع جنبلاط، كذلك الإشكاليات التي تتعلق بقانون الانتخابات وما تشكله الكتلة الدرزية في حسم الأغلبية لصالح الفرقاء اللبنانيين سببا جديدا لبدء تحول في موقف النائب الذي طالما تتبدل مواقفه السياسية سريعا وفي فترات قصيرة. ونقل ملحق صحيفة "السفير العربي" أن جنبلاط يخشى من عزلة سياسية بعد التوترالذي شاب علاقته بروسيا بسبب موقفه وآرائه السابقة تجاه الأزمة السورية، وتقاربه مع التوجه السعودي التركي نحو سوريا، بالإضافة إلى الرهان الذي أخفق لديه من شهورعلى قرب سقوط النظام السوري، وهو ما أشارت إليه "السفير" عندما أوردت نص مكالمة هاتفية بينه وبين نائب الرئيس السوري سابقاً عبد الحليم خدام، أعلن فيها عن مخاوفه من عدم تحقق الرؤية السعودية بشأن قرب سقوط الأسد، ونقل جنبلاط لخدام أن روسيا ألمحت إليه ان حمايتها له قد انكشفت، وهو ما صادفه وقتها انكشاف الغطاء السعودي عنه في نفس التوقيت مما جعله يسارع في الذهاب إلى روسيا لإعادة العلاقات بينهما. زيارة جنبلاط إلى روسيا وكذلك تصريحاته ذات اللغة السياسية المختلفة عن ذي قبل تبتعد عن المناورة السياسية بسبب الفتورالسعودي القطري تجاهه، وتؤكد بداية التحول –الجديد- للزعيم الدرزي في موقفه من الأزمة السورية، خاصة مع تأكيداته للسفراء العرب في اللقاء الأخير أن بشار الأسد يحضّر لمعركة دمشق الكبرى. فهو بدأ يسحب جنوده بشكل كثيف من الشمال لمصلحة حشد كل قواته في دمشق لحسم المعركة فيها وتأمين محيطها"، وتأكيده لضيوفه بأن "الرابح الأكبر مما يحدث في سوريا هو إسرائيل". أخبار - عربى ودولى - البديل Comment *