أكد الرئيس محمد مرسي قوة ومتانة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، حرصه على استكمال بناء مؤسسات الدولة الدستورية الحديثة. وقال مرسي، في المؤتمر الصحفي الذى عقده مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبوي، إنه بانتخاب مجلس جديد للنواب سوف تكتمل مؤسسات الدولة وتخطو خطوة جديدة باتجاه الاستقرار. وجاءت نص كلمة الرئيس محمد مرسي في المؤتمر كالتالي: يطيب لى ويشرفنى بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن الشعب المصرى أن أرحب بالسيد "هيرمان فان رومبوى" رئيس المجلس الأوروبى فى زيارته لمصر للتباحث حول رؤانا وتقييمنا المشترك لسبل تطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، ولاستكمال حوارنا البناء الذى بدأناه فى بروكسل فى سبتمبر 2012. إن الزخم الذى تشهده العلاقات المصرية الأوروبية خلال الفترةالأخيرة إنما يعكس فى واقع الأمر الحرص الذى يوليه الجانب الأوروبى لترسيخ علاقته بمصر على أسس المشاركة الحقيقية والاحترام والاعتماد المتبادلين، كما يعكس مدى محورية مصر بالنسبة للجانب الأوروبى على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويدلل على هذا الاهتمام والشراكة الصحية نتائج اجتماعات مجموعة العمل المصرية الأوروبية التى عقدت فى القاهرة فى نوفمبر 2012 والتى تعد، وعن حق، الحدث الأبرز فى العلاقات بين الجانبين منذ ثورة 25 يناير خاصة فى ضوء ما تمخضت عنه من نتائج إيجابية تلبى تطلعات الجانبين الشريكين. وفى ذات السياق، فإن مصر من جانبها تعتز وتثمن عالياً المواقف الأوروبية الواضحة التى اتخذت لدعم عملية التحول الديمقراطى فى دول الربيع العربى بوجه عام وفى مصر على وجه الخصوص. وفى هذا الصدد، فإنى أود أن أنتهز هذه الفرصة لكى أؤكد على التزامنا الواضح والراسخ بالمضى قدماً فى استكمال ما بدأناه نحو بناء مؤسسات الدولة الدستورية وصولاً إلى الحكم الرشيد ودولة القانون فى إطار الدولة المدنية الحديثة التى نطمح كلنا إليها. إن زيارتكم اليوم تأتى فى إطار الحوار والتواصل المستمر مع الاتحاد الأوروبى، بمؤسساته ودوله، ليس فقط حول الموضوعات الثنائية، وإنما أيضاً حول الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تنسيق مواقفنا تجاهها، خاصة وأن هناك تقارب كبيرا فى الرؤى تجاه عدد ا من هذه الموضوعات. وفى هذا الصدد، فإننا نُقدر أنه لا يزال هناك مجالاً متسعاً نكثف من خلاله تعاوننا لمخاطبة الأسباب الجذرية للصراعات والنزاعات فى منطقة شرق وجنوب المتوسط التى تنتشر فيها بؤر التوتر، وما يحمله ذلك من مخاطر انتشار هذه النزاعات إلى دول أخرى. إننا نُثمن المواقف الأوروبية الواضحة، النابعة من مبدأ، تجاه الأزمة السورية وعملية السلام فى الشرق الأوسط ونتطلع لمزيد من التنسيق لإيجاد حلول عاجلة وعادلة لهذه الأزمات. واتصالاً بنظرتنا الشاملة للأمن الإقليمى، فإننا لا نستطيع أن نُغفل بؤرة صراع جديدة آخذة فى التشكل فى منطقة الساحل الإفريقى. إن الأوضاع فى مالى تحديداً يتعين أن يتم التعامل معها بحكمة من كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة حرصاً على احتوائها وعدم اتساع نطاقها، وأن مصر ترحب بالتشاور وتنسيق المواقف مع الاتحاد الأوروبى وباقى الأطراف فى هذا الشأن. إن السجل المشرف للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى يجعلنا نطمئن إلى قدرتنا المشتركة على العمل من أجل تخطى أية عقبات تعوق تطوير علاقاتنا، ويُمهد لإحداث نقلة نوعية فى هذ العلاقة نحو آفاقٍ أرحب بما يُحقق ما تصبو إليه شعوبنا، آخذين فى اعتبارنا أن البيئة الديمقراطية الواعدة فى مصر باتت تمثل عاملاً محفزاً لإطلاق التعاون فى مجالات جديدة وتحرير هذه العلاقة من أية قيود. ونهاية، إفإذ أعرب لكم عن سعادتى باستقبالكم اليوم فى مصر، لأكرر تقديرى لإسهام الاتحاد الأوروبى وحرصه على دعم المشروع التنموى والنهضوى المصرى. Comment *