كان لابد قبل أن تقوم ثورة يناير أن نأخذ رأى السيد المواطن، هل يريدها ثورة أم استقرار؟!! هذا المواطن الذى كان جده يبحث عن الاستقرار رغم احتلال سيناء فى 67 وكان يمشى بين الناس يقول أننا سوف نتعرض لمجاعة والبلد هتخرب ولازم العجله تدور وعندما خرجت المظاهره تهتف ..هنحارب ..خرج عليهم وقال أننا لن نستطيع هزيمة الجيش الذى لا يقهر وعندما عبرنا كان يقول ..يجب أن نعود ونحافظ على ما حصلنا عليه للاستقرار وعندما انتصرنا كان يقول ستتدخل أمريكا وننهزم وستهدم استقرار البلد وعندما عقدت معاهدة السلام قال "شفتوا مش قولتلكوا ا ّهو فى الاخر وصلنا للاستقرار" ،ثم مات الجد ليلد لنا حفيداً يحاول أن "يلصم" البيت بالاستقرار والزلزال يعصف بالبيت ويسقط لحاءه الفاسد ..ذلك المواطن هو مثلاً الموظف فى الدولة بمرتب أو فى اّى مكان ولا يرغب أن يفقده ويعلم أن له معاشاً عند التقاعد أو لم يضمن ولكن مرتبه يجب أن يستمر واستمراره مرتبط باستقرار البلد، غير مبالى بمن سكنوا الشوارع والقبور ومن اسكتوا بطونهم من بقايا بطون المواطنين هؤلاء الذين أهملت الدوله حقوقهم فى العيش والحياة ..أصحاب الثورة الحقيقيين ..فهذا المواطن تعود على وضع ومستوى لن يتحمل يوما أن ينزل عنه ويصبر على جوع أو نوع آخر من الطعام ..ولم يؤمن ولم يعى بأن كل شئ مقدر وكل رزق ينزل من السماء ولن يمنعه ثورة أو عدم استقرار، ولن يدخل الجنة لأن البلد تطبق شرع الله بل سيدخلها عندما يطبقه هو علي نفسه وعلى أهله ،ولو تصورنا أن هذا المواطن كان يعيش فى اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بعد ضربها بالقنابل النووية وخرج عليهم وقال نعم للاستقرار كانت اليابان لن تصبح يابان اليوم، فهى وضعت أسس سليمة وعلمت من سيبنيها ومن يهدمها وأبقت على كوادرها وبنت معهم، والأمثلة للبلاد التى تهدمت عن آخرها وقامت من تحت الأطلال وأصبحت فى مصف الدول المتقدمة وساعدها مواطنيها على التقدم بالصبر والوعى والعمل الجاد ويذكر أن ألمانيا فى الحرب العالمية مرت بما يشبه المجاعة وكان المواطن الألمانى يأكل بيضة واحده فى اليوم، تلك الدول أصبحت على ما عليه لأنهم لم يبحثوا عن التلصيم والاستقرار فى وسط عاصفة التغيير، وعندما غيروا تغيروا وتحرروا من أنظمة كاملة ولم تبق منها أحد لا فى سجن او منحته فرصه للسفر او كافأته ، وأعجب ما فى هذا المواطن أنه يعلم أن النظام الأسبق هو من أهدر حقه فى الحياة الكريمة وسرق قوته وأفسد وجعل كرامته أضحوكة بين الدول ويعلم أن هذا النظام هو من كلف رجاله بإدارة شؤون البلاد بعد رحيله، وفي ظل إدارته حدثت انتخابات التي من المنطقي انها ستكون مخططة لتشبه النظام المنصرم بكل جوانح فساده بل ستكون نبتة أخري للجذور التي لم تقطتع ورغم كل شي يقتنع بأن الاستقرار والأمان سيأتي علي أيديهم وفي ظلهم, كل هذا حتي لا يفقد الحياة التي تعود عليها وهى مجرد لقمة في فمه لا يفرق إن كانت مغمسة بالذل وإهانة الكرامة فلم يتعلم الطموح والتطلع ويسمي هذا صبر ورضا بالمقسوم بين قوسين (استقرار ): تلك الكلمة التي رسخوها في أذهاننا بأن المصري كان دائم البحث عن الاستقرار في وقت كانت فيه البشرية متنقلة بحثاً عن الموارد فكون حضارته بجوار النيل غير متطلع الي الصحراء ومحاولة حفر مجاري لنهر العظيم لغزو الصحراء .إن انفلونزا الاستقرار هي مرض معدي وقاتل أكثر من انفلونزا الطيور والخنازير وتنتقل إذا عطس عقل يحمل فيروس الاستقرار في وجهك وان لم تكن تحمل مضاد حيوي مكون من مبادئ الثورة التي لا تتجزأ ولا تعارض أي دين سماوي، والتي هى ببساطة عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية لكافة المواطنين علي مدار أيام السنة وليست في أيام الانتخابات فقط . Comment *