نيويورك - أ ش أ صدرت رواية "فجر الصحراء" لعارضة الأزياء الصومالية الجميلة والشهيرة ويريس دايريه، تجمع مابين أدب السيرة الذاتية والإعترافات وعذابات الوطن فيما قوبلت بإشادة من نقاد أمريكيين. بحس إنسانى جذاب، تحكى ويريس دايريه التى تدرك بوضوح أن قارئها بالإنجليزية يكاد لا يعرف حتى الحد الأدنى من المعلومات البسيطة عن واقع الحياة فى الصومال المعذب ، فسعت لتقديم صورة إنسانية متكاملة قدر الإمكان لوطنها. وكانت ويريس دايريه قد اختيرت عام 1997 كسفيرة خاصة للأمم المتحدة لحقوق المرأة فى منطقة القرن الأفريقى، وهى تعيش حاليا فى نيويورك، فيما ترجمت روايتها "فجر الصحراء" من الإنجليزية للغات عديدة من بينها العربية. وأصبحت ويريس من أشهر عارضات الأزياء فى العالم- فان ويريس دايريه التى تعيش الآن فوق السحاب فى كبريات مدن الغرب، لم تنس دموع مواطنيها ووطنها الممزق بالحروب الأهلية والمعذب بالمجاعات . تستدعى ويريس دايريه فى روايتها ذكرياتها كراعية صغيرة لقطيع من الماعز فى الصحراء والبحث عن الكلأ والعشب واللهو مع العنزات والدندنة بالأغانى والخوف من الحيوانات المفترسة ولؤم الضباع والشياطين البيضاء والصخور المدببة التى تدمى قدميها الحافيتين. ورغم كل العذابات الصومالية، فإن ويريس ترى أن عالم الغرب أكثر قسوة ، وبصور متعددة "فصفعة الأب فى الصومال أفضل من الوحدة التى عانت منها فى صقيع الغرب الموحش"، موضحة أن الوحدة فى الثقافة الصومالية أسوء من الموت. وتكاد روايتها تتشابه أو تتماهى مع وطنها الصومال بأحزانه ومجاعاته وتناقضاته وتفتح بابا ملتبسا من أبواب الحكى، وهى تتحدث فى "فجر الصحراء" عن هروب الفتاة الفقيرة من والدها فى الصحراء والتوجه إلى لندنفنيويورك لتصبح واحدة من أشهر عارضات الأزياء فى دنيا الموضة الغربية وتمسك بالقلم، فإذا بكتاباتها تلقى رواجا وتحظى كتبها بمبيعات عالية مثل كتابها السابق "صحرائى" والذى تحول إلى فيلم سينمائى بعنوان "زهرة الصحراء". وتبدأ رواية فجر الصحراء بلحظة اختيار البطلة العودة لوطنها بعد 20 عاما من الهروب والحياة فى الغرب، حيث ابتسمت لها الحياة وأصبحت عارضة أزياء مشهورة، لكنها تحلم بحضن أمها التى تؤمن بالله فى كل خلية من خلاياها وقطرة دم من دمائها . وعندما تعود للوطن الذى غادرته ممزقا بالحروب تجده غارقا فى المجاعات والأحزان تماما كما غادرته عندما حاول أهلها تزويحها عنوة وهى فى الرابعة عشرة من رجل عجوز. إنها رواية عجيبة لفتاة فرت من وطنها حافية بعد أن ظل الحذاء حلما تناجيه بلا فائدة ودخلت لندن خادمة وخرجت كواحدة من أشهر نجمات العالم المخملى لعارضات الأزياء، دون أن تنسى أو تتناسى عذابات الصومال، فيما تبدو مهمومة فى كتاباتها بحشد رأى عام دولى مساند للمواطن الصومالى البسيط والمحاصر تحت شمس خط الإستواء اللاهبة بالحروب والمجاعات.