أكد مجموعة من المثقفين والفنانين، أن منع إدارة ساقية عبد المنعم الصاوي، عرض الرسوم الكاريكاتيرية المنتقدة للإخوان المسلمين، لم يكن السابقة الأولى لها، فمنذ بدايتها وهي تمارس دورًا رقابيًا غريبًا على الأعمال الفنية، خاصة الأفلام القصيرة، حتى إن ممارستها تجاوزات الرقابة الحكومية للدولة ولوزارة الثقافة، مما دعا بعضهم لمقاطعة أنشطة الساقية، الهادفة لجني الأرباح من الثقافة، لإلحاق الضرر بالصاوي شخصيا، لأنه تاجر ورجل أعمال ثقافي ناجح, ورأى البعض الآخر أن المقاطعة ليست في محلها لأن الساقية تعد مزارًا ثقافيًا لا يخص الصاوي ولكنه ملكية عامة للمصريين جميعا. وأشار المخرج "داوود عبد السيد"، إلى توقعاته بقرار محمد الصاوي، حجب اللوحات المنتقدة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، لأن الاتجاه الديني للصاوي واضح، حتى قبل ثورة يناير، بحسب قوله. وأضاف "الصاوي يفرض دائماً رقابة أخلاقية علي الأنشطة، وأتذكر فيلما روائيا قام بحذف مشاهد كثيرة منه بحجة أنها لا تتوافق مع المنظومة الأخلاقية الخاصة به، وتوقع تحول الساقية إلى خلية إخوانية خلال الفترة المقبلة لأنها غير مستعدة لمواكبة جو الحرية بشكل من السماحة. وتابع قائلاً "أنا ضد أي رقابة يفرضها الأشخاص على الأعمال الفنية، عدا الرقابة القانونية المبنية على حرية الفن، حتى الصور العارية أعتبرها حرية، فالفن لا يقيم إلا من خلال قواعد وقوانين فنية, ولذلك من الضرورة مقاطعة الساقية، لأن المشاركة في أنشطتها إقرار منا بأهميتها كصرح ثقافي وفني، وهو أمر غير حقيقي". ووصف الشاعر سيد حجاب، موقف الصاوي بالاعتداء "الوقح" على حرية الفكر والإبداع، قائلاً "الصاوي شخص يتاجر بالثقافة، ويستخدمها في "البيزنس" فقط، ويستغل الشباب الموهوبين، وخاصة الموسيقيين، ولا يدفع لهم الرسوم المستحقة في النقابة، لذلك تلغي حفلاتهم، واعتقد أن الساقية تقدم أشياء تافهه لأن صاحبها لايعد رجل ثقافة وإنما هو شخص صاحب مفاهيم سياسية وثقافية شديدة الغرابة والسوء". وأيده المخرج الشاب أمير رمسيس، مؤكداً أن الساقية تمارس دورًا رقابيًا على الأعمال الفنية، منذ سنوات، لافتاً لحذفها مشاهد من فيلم "بيت من لحم" للمخرج رامي عبد الجبار، لافتاً إلى سفر تلك الأفلام القصيرة في مهرجانات عالمية، ولا يجوز فرض الساقية اجراءات رقابية عليها، لأنها ممارسات غير قانونية وبها مغالاة. وذكر رمسيس حادثة أخرى قامت بها الساقية في ندوة عن "الثورة" وفوجئ الحضور بمنعهم من الاختلاط، وتم توجيه البنات والسيدات للجلوس في ناحية والشباب في ناحية أخرى، وعندما سئل محمد الصاوي أنكر معرفته بهذا التصرف، رغم أنه من المعروف أنه لا يخصم لأحد العاملين بالساقية ولو يوم واحد دون علمه بذلك، ولذلك رأى أمير أن التصرف المتزمت من جهة الساقية غير جديد ولكنه محاباة للنظام الجديد . ودعا أمير وهو مقاطع لأنشطة الساقية منذ 2006، الفنانين إلى مقاطعة ساقية الصاوي لأنها لا تحترم الفنانين، لافتاً لإمكانية تصعيد الموقف بدعوة الجمهور أيضاً لمقاطعتها. ورأى الفنان محمد عبلة، أن المقاطة ليست حلاً لأن ساقية عبد المنعم الصاوي ملك للناس للدولة وليست ملكًا للصاوي، لذلك يجب عمل لجنة لدراسة تدخل الساقية، وتشكيل مجلس إدارة يباشر أعمالها، لكي لا تكون جميع الاختصاصات في يد شخص واحد، ويكون الصاوي عضو بالإدارة لأن تلك الساقية ملك للشباب وللمصريين وهي ليست محل أو قطاع خاص. وعلق قائلاً "ماحدث مع فناني الكاريكاتير شيء سييء ولا يليق، وكان الأولى لمحمد عبد المنعم الصاوي أن يصنع هو كاريكاتير يمجد فيه الإخوان ويعلن عليه عاش الإخوان عاش مرسي". وشدد على ضرورة محاسبة "الصاوي" على تلك السقطة، وان تتخذ نقابة الفنانين التشكيليين موقفاً حاسماً تجاه ما حدث. وفي سياق متصل، قال الشاعر زين العابدين فؤاد "الصاوي مثله مثل التاجر الباحث عن المكسب فقط، والساقية بالنسبة له مجرد مكان تجاري يربح منه الكثير ودائما ما يضع في العقود الموقعة بينه وبين شباب الفنانين شروطًا تعجيزية ,ولذلك علينا كمثقفين البحث عن أماكن بديلة خاصة بعد مواقف الصاوي في الدستور والجمعية التأسيسية وأخيرا تصرفه كرقيب سيد حجاب: الصاوي يتاجر بالثقافة ويستخدمها في "البيزنس" ويستغل الشباب الموهوب