دعوات جديدة لمقاطعة ساقية عبد المنعم الصاوى، واعتراضات على سياسة صاحبها المهندس محمد الصاوى فى التعامل مع الأعمال الفنية. هذه المرة اتهامات صريحة للرجل المعروف بتعاطفه مع جماعة الإخوان المسلمين، بمحاولة إفساد المؤسسة الثقافية التى يعتبرها كثيرون متنفسا حقيقيا. ما حدث هو أن عددا من أصحاب الرسومات الكاريكاتيرية المنتقدة للرئيس مرسى ولجماعة الإخوان المسلمين، التى كان مفترضا عرضها على جدران الساقية ضمن مهرجان «حصاد الكاريكاتير» السنوى بالساقية، فوجئوا بأن هذه الرسوم ممنوعة، ومرفوضة تماما. المهرجان السنوى تعرض فيه رسومات فنانى الكاريكاتير التى نشرت بالصحف على مدار العام، لكن ما حدث هو أنه تم رفض تلك الرسوم، والاكتفاء ببعض اللوحات التى تخلّد ذكرى الشهيد الحسينى أبو ضيف، الأمر الذى أثار غضب كثير من الفنانين والمثقفين ودعوا إلى مقاطعة ساقية الصاوى، والقصة كما يرويها أحد منظمى مهرجان «حصاد الكاريكاتير» الذى يقام سنويا فى ساقية الصاوى -رافضا ذكر اسمه- أن محمد الصاوى هذه المرة كان متخوفا من الرسومات، بسبب علاقته الطيبة بالإخوان المسلمين.
موضحا أنه كانت هناك حساسية شديدة لديه رغم أنه لم يلتقيهم قبل إقامة المعرض، ولكن هذا ما نقلته إدارة الساقية لمنظمى المعرض، وطلبوا منهم الاستغناء عن كل الرسوم الخاصة بانتقاد الإخوان المسلمين، وهو ما جعل المنظمين فى حيرة بشأن إقامة المعرض من عدمها، لكنهم فى النهاية قرروا إقامته، خصوصا أنه كان بأكمله يتحدث عن الشهيد الحسينى أبو ضيف، الذى توفى متأثرا بإصابته فى أحداث قصر الاتحادية، وأن جورج البهجورى ذهب إلى المعرض ورسم الحسينى أبوضيف. وأضاف المصدر أن الرسوم التى تنتقد الدستور وكذلك السلفيين تم الاستغناء عنها منذ البداية، مشيرا إلى أن هناك حالة من القلق والتخوف من جهتهم تجاه ما حدث، خصوصا أن هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها محمد الصاوى بمنع رسوم والاعتراض عليها، مؤكدا أنه كانت هناك حالة من حالات الحرص غير العادى من قبل الصاوى على عدم إقامة المعرض.
بعض من رواد الساقية من الفنانين أصر على التعليق على الأمر، خصوصا أن تصرف الصاوى كان غريبا جدا هذه المرة من وجهة نظرهم. من ناحيته قال الموسيقار هانى شنودة إن فرقة المصريين بالطبع ستقاطع ساقية الصاوى إذا ما تأكد أن الصاوى وإدارة الساقية وراء منع هذه اللوحات، مشيرا إلى أنه سيبحث بنفسه وراء خلفيات الأمر، ذلك أنه يرفض بشدة محاصرة الأفكار ومحاولة التعتيم والرقابة من أى جهة. وبدوره قال الشاعر أمين حداد الأب الروحى لفرقة إسكندريلا، إن كل مواقف محمد الصاوى فى الفترات الأخيرة، مواقف مخزية وموالية للنظام بشدة، مشيرا إلى أنه فى حال تأكد منعه لوحات الشباب لأنها معارضة للإخوان، فهو سيقاطع الساقية، موضحا: «الساقية يجب أن تحرص على أن تبقى مؤسسة ثقافية، ولا تقيم حجرا على الإبداع، وفى هذه الحالة لن تشارك فرقة إسكندريلا بأى حفلات هناك». وقال حازم شاهين ملحن الفرقة وواحد من أبرز مطربيها إن الساقية مكان ثقافى مهم، ولا بد من إنقاذه وتغيير إدارته كى لا نخسره.
أما فيروز كراوية فلم تستغرب مما حدث، مؤكدة أن هذه ليست الواقعة الأولى الخاصة بمحاولة ساقية الصاوى فرض رقابة على النشاطات التى تقام فيها، مشيرة إلى واقعة أخرى قريبة عندما تم منع المطرب ماندو من تقديم إحدى أغنياته المعارضة فى حفلته بالساقية، وأضافت: «لذلك لا بد من اتخاذ موقف جماعى من ساقية الصاوى ومن محمد الصاوى الذى نصّب نفسه رقيبا»، إلا أنها ترى أنه فى حال عدم اتخاذ موقف جماعى فستظهر المسألة للرأى العام، كأنه موقف شخصى، وفى هذه الحالة لا بد من محاولة الضغط على الساقية لمنع هذه الرقابة، كما حدث من قبل مع وزارة الثقافة، عندما حاولت منع أحد العروض من على مسرح الهناجر، وعندما تم التصدى لها، وفضح الأمر أمام الرأى العام تراجعت الوزارة. واختتمت كلامها: «لا بد لنا من المقاومة وعدم الاستسلام لمحاولات السيطرة على الفنون والثقافة وتطويعها لصالح النظام الحاكم».