أثارت تصريحات وزير الإعلام صلاح عبد المقصود أمام مجلس الشوري بالإمس – الخميس – الكثير من الجدل في الإوساط الإعلامية خاصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي يمثل الإعلام الرسمي للدولة حيث أكد وزير الإعلام أن فصيل الإخوان هم الأكفأ والأجدر والأئمن في تولي المناصب القيادية وشغل الوظائف العامة بالدولة متمنيا أن يكون لديه الكثيرين من كوادر الإخوان بماسبيرو لتعينهم دون غيرهم، الأمر الذي أثار غضب العاملين بالاتحاد واصفين هذه التصريحات بالصادمة وبأنها وصمة عار في جبين وزير إعلام مصر، مشيرين إلي أنه اصبح لا يمثلهم وأنهم متبرئين من هذه التصريحات التي لا تمثل الإعلام المصري كله. وقد قالت الإعلامية ومذيعة النشرات بالتليفزيون المصري بثينة كامل في تصريحات خاصة ل"البديل" أن كل ما ورد عن وزير الإعلام صلاح عبد المقصود حول نفيه بمنع ظهور الكثير من الشخصيات السياسية البارزة والمعروفة علي الساحة السياسية "كذب في كذب" ذلك لأن كل العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون يعلمون علم اليقين أن عبد المقصود أصدر تعليمات شفهية بعدم إستضافة وجوه معينة علي شاشة التليفزيون، وكشفت كامل عن أن قائمة ضيوف نشرات الإخبار تأتي من مكتب صلاح عبد المقصود مما حول نشرة الإخبار إلى نشرة الصوت الواحد وتحدثت بثينة عن لقاء سابق لها بوزير الإعلام بعد إحالتها للتحقيق فتحدثت معه عن المهنية الإعلامية خلال هذا اللقاء فقال لها عبد المقصود "لا تحاكيني عن المهنية لأنك خصم ومنافس لافتة إلى أن وزير الإعلام من خلال كلامه هذا وكذلك تصريحاته في مجلس الشوري أكد أن فكر الإخوان هو أن كل من يعارضهم هو خصم وغريم لهم. كما انتقدت مذيعة النشرات بالتليفزيون المصري تصريحات وزير الإعلام حول تطوير المنظومة الإعلامية مشيرة إلي أن صلاح عبد المقصود لا يمتلك من الخبرات الإعلامية ما تؤهله لتطوير ماسبيرو وأن كل خبراته الصحفية تنحصر في صحافة المنشورات الدعوية للإخوان المسلمين حيث كان رئيس تحرير مجلة "الدعوة" – حسب قولها –. وأعربت بثينة عن استيائها البالغ حيال تصريحات وزير الإعلام بقوله: إن الإخوان يقفون علي مسافة واحدة من كل الإطراف وأنه لا يتخذ أي موقف عدائي مع إعلاميي ماسبيرو الأمر الذي أثار دهشة كامل مؤكدة أن وزير الإعلام لا يتعاون في ماسبيرو إلا مع من وصفتهم "بالموظفين العبيد" الذين يدينون بالولاء لأي نظام حاكم بغض النظر عن الوطنية أو مستقبل الإعلام مؤكدة أن الإعلام الرسمي للدولة مازال يعمل لصالح الحاكم ومتجاهلا للشعب بدليل عدم السماح بدخول ماسبيرو لاي صوت معارض للاخوان. وفي سياق متصل قال الإعلامي كامل عبد الفتاح مقدم برنامج "استديو27" علي القناة الأولي أن تصريحات وزير الإعلام صادمة وغير متوازنة وأعرب كامل عن استيائه البالغ حيال تصريحات عبد المقصود حول الحديث عن كوادر الإخوان وأنهم هم الأجدر بشغل المناصب والوظائف العامة لأنهم الأمن والأكفأ مشيرا إلي أن هذه التصريحات تكشف عن فكر متطرف لوزير الإعلام ونوع من العصبية والطائفية لافتا إلي أن هذه التصريحات تدل صراحة علي فكر الاخوان الذي يري أن مصر ليس بها كفاءات غيرهم وهذا يؤكد تشبيه الإعلامي وائل الإبراشي لوزير الإعلام حينما قال له أن أسوء من وزير الإعلام الألماني "جوبلز" وزير إعلام هتلر. وأضاف عبد الفتاح أن هذه التصريحات تكشف عن فكر إقصائي متطرف بوضع جماعة الإخوان المسلمين وكوادرها فوق الجميع كما تؤكد تصريحات عبد المقصود علي إصرار جماعة الإخوان علي تحويل المنظومة الإعلامية إلي بوق لخدمتهم والنظام، مشيرا إلي أن تصريحات عبد المقصود تأتي في إطار التأكيد علي ما تردد حول إسناد منصب وزير الإعلام لقيادة إخوانية ذلك للقيام بمهمتان رئيسيتان وهما دعم الرئيس مرسي إعلاميا وتنظيف صورة الإخوان. وكشف كامل أن الإخوان يسيرون بشكل ممنهج ومنظم حيال أخونة الإعلام الرسمي للدولة ذلك لأن وزير الإعلام حاليا يعتمد وبشكل فعلي في ماسبيرو علي كوادر إخوانية أو علي الإقل تدين بالولاء للإخوان وقبلت أن تعمل بشروطه وسياساته وهو من وصفهم كامل "بالأكلين علي كل الموائد"، كما علق عبد الفتاح علي تصريحات الوزير حيال التحقيق مع مذيعين ما سبيرو قائلا: كلام عبد المقصود عن وقف المذيعين والتحقيق معهم إرهاب وتهديد واضح وصريح وكنت أتمني من رئيس الشوري أن يردوا علي وزير الإعلام وأن يستنكروا كلامه هذا، وتسائل مقدم برنامج "إستديو27" هل هذه ستكون سياسة النظام المتبعة مع كل من يعارضه وهي الإقصاء والتنكيل؟ ومن جانبها قالت الإعلامية ومقدمة برنامج "الضمير" علي التليفزيون المصري هالة فهمي أن تصريحات وزير الإعلام أفقدته شرعيته عند المواطنين فهو يفضل الإخوان عن غيرهم من المواطنين المصريين في الوقت الذي ننادي فيه جميعا بالمساواه في الحقوق بين جميع المواطنين ليأتي عبد المقصود وإخوانه ليصنعون نوع جديد من التفرقة بين مواطن وآخر. وأضافت فهمي قائله أن هذة التصريحات ترسخ لمبدأ الطائفية والتمييز وأنها أكبر دليل علي ما يسلكه عبد المقصود حاليا حيال أخونة البرامج والإطاحة بغير الاخوان أو الموالين لهم من اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأشارت فهمي إلي أن الطامة الكبري هي انصياع رؤساء القطاعات لتعليماته ولفكره وسياساته لأن كلا منهم خائف علي كرسيه وعلي منصبه وعلي رأسهم إسماعيل الششتاوي رئيس الاتحاد وإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار فهم من يتحكمون في الشاشة حاليا واتهمت فهمي رئيس الاتحاد بالتستر علي ممارسات وزير الإعلام داخل المبني ومحاولاته لإقصاء الإعلاميين المعارضين لفكر الإخوان الإمر الذي أكده تصريحاته أمام مجلس الشوري بالإمس – حسب قولها – مؤكدة علي أن ما قاله وزير الإعلام هو بمثابة وصمة عار في جبينه مشيرة إلي أنه أصبح لا يمثل الإعلام المصري أو إعلاميون ماسبيرو مؤكدة أن جميع العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون متبرئين من هذه التصريحات التي تفرق بين المواطنين وتفاضل بينهم. البديل-مصر-تحقيقات Comment *