تعليقًا على خروج آلاف المتظاهرين في شوارع القاهرة في مليونية "للثورة شعب يحميها"، أمس "الثلاثاء"، احتجاجًا على السلطات الواسعة التي منحها الرئيس محمد مرسي لنفسه، قال عمرو موسي أمين عام حزب المؤتمر والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، في حوار مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية في نسختها الالكترونية: إن العملية الديمقراطية في مصر في خطر محدق. واعتذر موسى للمجلة حيث كان من المفترض أن يحضر إلى هامبورج يوم الاثنين لإجراء حوار مشترك مع "شبيجل" ومؤسسة "كوربر" لمناقشة الوضع السياسي في مصر، مؤكدًا أن الأزمة التي تمر بها مصر حاليًا تتصاعد، وأنه لا يستطيع أن يتحمل مسئولية ترك بلاده في مثل هذه اللحظة، مضيفًا أنه لم يرَ مصر في مثل هذه الحالة الحرجة طوال حياته. وأكد الأمين العام السابق للجامعة العربية، أن قيام الرئيس مرسي بإصدار إعلان دستوري يتعارض مع العملية الديمقراطية، ويمنحه سلطات دكتاتورية، من أكثر ما يقلقه في المرحلة الحالية، إلى جانب انقسام الجمعية التأسيسية المنوط بها صياغة دستور جديد لمصر، إلى معسكرين متعارضين، أحدهما إسلامي والآخر يضم الوطنيين والديمقراطيين، موضحًا أن المعسكر الثاني أصبح أصغر بكثير نتيجة انسحاب أغلب الليبراليين تقريبا من الجمعية. وأعلن رئيس حزب المؤتمر عن نيته لإنشاء جبهة موحدة للمعارضة في مواجهة مرسي، مشيرًا إلى أنه التقى خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع العديد من قادة معسكر المعارضة، الذين وافقوا على اقتراحه بإنشاء "جبهة الإنقاذ الوطني"، التي تم تدشينها رسميا يوم السبت". وردًا على استفسار "شبيجل" حول فشل الثورة المصرية، قال موسى: "أود أن أقول ما يلي: إن ما يحدث حاليا في مصر يمثل خطرًا بالغًا على عملية التحول الديمقراطي في بلدنا. فالرأي العام لم يكن أبدًا مستقطبًا كما هو اليو". واستبعد موسى أن يكون الأمر قد وصل بمصر نحو دكتاتورية جديدة حتى الآن، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن بعض القرارات التي أصدرها الرئيس مثيرة للجدل إلى حد كبير، وتمنحه قدرًا مقلقًا من السلطة. وتعليقًا على مدى قدرة الجهود الجديدة لتوحيد المعارضة التي طالما انقسمت، قال رئيس حزب المؤتمر: "نحن في البداية، ولكن الفرص جيدة، فلدينا مثل مصري يقول "بعض المشاكل مفيدة"، فالمعضلة التي تواجه البلاد حاليًا تقدم أيضا فرصة". وحول الدوافع وراء قرارات الرئيس مرسي، قال المرشح السابق لرئاسة الجمهورية: "هذا سؤال صعب. نحن لا نعرف. هل هم مستشاروه ؟ أم مكتب إرشاد الإخوان المسلمين؟ أو هو نفسه لديه هذه الفكرة المخزية للمخاطرة بمبدا فصل السلطات؟" وأعرب موسي عن أمله في أن يرجع الرئيس إلى رشده؛ لأنه كرئيس يتعين عليه أن يعرف عواقب قراراته. وأكد موسى أن قرارات الرئيس لم تكن متوقعة على الإطلاق، موضحًا أنه التقى به مؤخرًا ولم يلاحظ ما يشير إلى أنه سيتحرك في هذا الاتجاه، وهو نفس الشيء الذي أكده أيضا آخرون التقوا به . ونوه موسى إلى أن النساء في مصر قلقات حول القيم السياسية المحافظة للغاية التي يمثلها الإسلاميون، مشيرًا إلى أن المناقشات في الجمعية التأسيسية خير مثال على هذا التغير في القيم، موضحًا أنهم يتحدثون، على سبيل المثال عما إذا كان ينبغي إخضاع المرأة للرجل من الناحية القانونية". وقال موسى: "إن مرسي لا يزال عضوا في جماعة الإخوان المسلمين. لكن هو أيضًا الرئيس وعلى هذا النحو مطلوب منه أن يبقى محايدًا. فالمواطنين المصريين يأملون في أنه قادر على الاعتراف بأين يجب أن تكون أولوياته". ورأى موسى أن بعض المصريين يعتقدون أن الحرب الأهلية قد بدأت بالفعل، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة تجنب مثل هذا السيناريو مهما كان الثمن، مضيفًا أن رئيس البلاد مسئول عن الأمن العام، ويجب عليه أن يثبت أنه رئيسًا لكل المصريين وألا يعطي امتيازا لمجموعة دون الأخرى. كما أعرب الدبلوماسي السابق عن أمله في أن يسود المنطق، مؤكدًا أن المعارضة تدعو إلى مظاهرات سلمية وترفض العنف بجميع أشكاله. وحول الدور الذي يجب أن يقوم به الغرب، اختتم موسى حديثه ل"شبيجل" الالكترونية قائلا: "يجب على الغرب أن يبقى بعيدا فهذه الأزمة مصرية تمامًا ونحن المصريون يتعين علينا أن نحلها بأنفسنا." Comment *