علقت صحيفة "واشنطن بوست" على أحداث العنف والاشتباكات في مصر عقب إصدار الرئيس محمد مرسي للإعلان الدستوري، قائلة: أن قراراته قسمت المصريين بعد أن وحدتهم الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن انقساما صارخا جديد ظهر في مصر أمس الجمعة بعد أن استحوذ محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا، على قوى وصلاحيات غير محدودة تقريبا، الأمر الذي أدى إلى تدفق حشود المتظاهرين في شوارع البلاد بعضها للتعبير عن الغضب والاشمئزاز والآخر للتعبير عن الإعجاب بهذه الخطوة. وتابعت أن الفجوة بين الجانبين كانت واضحة عند القصر الرئاسي وفي ميدان التحرير، حيث الشباب المصريين، الذين شاركوا في الثورة وأطاحوا بمبارك، فوجئوا بأنهم وجدوا أنفسهم متحالفين مع مؤيدي مبارك في إدانة تحركات مرسي. وعلى الجانب الآخر، اصطف الإسلاميون وراء قرارات الرئيس مرسي ضد القادة العلمانيين، وهما القوتان اللتين اتحدتا معا العام الماضي وأسقطوا الرئيس السابق حسني مبارك. وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات اندلعت في مختلف أنحاء البلاد بين المصريين المؤيدين والمعارضين، وتم إشعال النار في مقرات حزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة أنه في الوقت الذي يصف فيه كثير من المصريين هذا تحركات مرسي بأنها خطوة نحو ديكتاتورية جديدة، دافع مرسي وأنصاره، الذين كان من بينهم حزب النور السلفي وغيره من الجماعات السياسية الإسلامية، عن هذه التحركات، قائلين أنها ضرورية لإزالة العقبات التي تم وضعها بواسطة القضاة والمدعين العامين خلال عهد مبارك وتمنع الرئيس المصري من تنفيذ جدول أعماله لبناء مؤسسات الدولة. ومن جانبها، أعربت إدارة أوباما عن الاستياء من إجراءات مرسي. وأشارت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن الهدف الرئيسي من الثورة التي أطاحت مبارك كان "ضمان أن القوة لن تكون متمركزة بشكل مفرط في يد شخص واحد أو مؤسسة"، مضيفة أن هذه الخطوة "أثارت مخاوف لدى الكثير من المصريين ولدى المجتمع الدولي". ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم أنه بعد أن تم تهنئة مرسي في وقت سابق على طريقة إدارته للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، تسعى الولاياتالمتحدة الآن لإيجاد تفسير لهذه الخطوة الجديدة، التي أزالت أى رقابة قضائية على قراراته. البديل اخبار-مصر Comment *