انتظم الطلاب بقطاع غزة في مدارسهم اليوم السبت بعد انقطاع دام ثمانية أيام بسب الحرب الإسرائيلية على القطاع،كما زحف المئات من سكان المناطق الحدودية ما بين بيت حانون شمالا ورفح جنوبا لرؤية أراضيهم على الحدود والتجوال فيها بعد أن حرموا منها منذ 12 عاما تطبيقا لبنود التهدئة التي وقعت بين فصائل المقاومة بغزة والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية، ومن بنودها "عدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية ". وفرض الاحتلال الإسرائيلي منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 منطقة عازلة تمتد من السياج الحدودي جنوب الأراضي المحتلة إلى داخل قطاع غزة مساحة 300 متر، لكنها بلغت فعليا 1000 متر ،وتطلق قناصة الاحتلال المتمركزة في الأبراج النار مباشرة على من يقترب منها، واستشهد جراء ذلك العشرات من مواطني الحدود. ووصف صابر الزعانين منسق الحملة الشعبية في بيت لاهيا شمال القطاع وصول سكان الحدود إلى أراضيهم الزراعية دون إطلاق نار بالإنجاز، مضيفا أن سكان هذه المناطق فرحين بذلك بعد الحرمان من رؤية أراضيهم لسنوات طويلة مشيدا بالدور المصري في ذلك . وعن استمرار عمليات إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال ،قال الزعانين إنها حدثت عندما اقترب بعض المواطنين من السلك الشائك ولمسوه بالفعل. واستشهد شاب فلسطيني وأصيب آخرون بغزة برصاص الاحتلال الإسرائيلي أمس على الحدود مع القطاع عندما نجحوا في قطع أجزاء من السلك الشائك في محاولة للحصول على أجزاء من جيب عسكري دمرته كتائب القسام ذراع حماس المسلح . وأضاف صابر الزعانين إن الأهالي يعتزمون زراعة أراضيهم التي دمرها الاحتلال وجرفها طوال 12 عاما بمحصول هذا الموسم وهو القمح والشعير، مطالبا حكومتي غزة ورام الله بمساعدة الفلاحين لزراعة أراضيهم وإصلاحها التي تحولت إلى أراض جرداء. وقال الزعانين إنه سيتم يوم 29 نوفمبر الجاري وهو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني القادم بمسيرات تضامن بمشاركة نشطاء دوليين لدعم مزارعي الحدود مشيرا إلى أن المسيرات السابقة كانت تتعرض لإطلاق النار من قبل جيش الاحتلال. وتابع "ما حدث إنجاز حقيقي يحسب للمقاومة الفلسطينية بغزة وهو انتصار على الاحتلال، لافتا إلى أن هذه الأراضى من أخصب وأجود الأراضى الزراعية بقطاع غزة وحرمان سكان القطاع منها أضرهم كثيرا"ونبه صابر الزعانين منسق الحملة الشعبية في بيت لاهيا شمال القطاع الى ان تلك المناطق كانت تشهد عمليات توغل من قبل آليات ودبابات جيش الاحتلال ما يقرب من 13 عملية توغل شهريا تؤدى إلى إتلاف المحاصيل ما يكبد المزارعين خسارة كبيرة إضافة الى ان إطلاق النار الذي يصاحب التوغل يؤدى إلى حرق محاصيل فى مساحات أخرى مما يؤدى الى تضاعف الخسائر. من جانبه قدر منسق الحملة الشعبية لمناهضة الجدار العازل محمود الزق حجم هذه الأراضى بحوالي 25 % من الأراض الزراعية لقطاع غزة واعتبرها سلة غذاء القطاع لكن رصاص الاحتلال كان يحرمه منها . واعتبر الزق في تصريحات صحفية أن اتفاق التهدئة فرصة حقيقية لمواصلة الجهد وعودة المزارعين إلى أراضيهم دون إطلاق النار عليهم، مضيفا أن الأيام القادمة ستوضح مدى جدية الاحتلال في ذلك، لافتا إلى ما حدث أمس من إطلاق نار على مواطنين اقتربوا من السلك الشائك. ودعا الى استمرار المظاهرات الشعبية واستغلال هذا الاتفاق لمنع إطلاق النار بشكل نهائي على المزارعين وهذا حقهم فى الوصول إلى أراضيهم، مضيفا أن الأزمة لا تزال قائمة وتستحق نضالا سلميا واسعا وموافقة من حماس في غزة حسبما ذكر . وأوضح ان أجهزة أمن حركة حماس كانت تمنع التظاهرات على الحدود احتجاجا على هذه الإجراءات الإسرائيلية، وتابع " أن سلب هذه الأراضى من قطاع غزة أثر سلبا ودمرها وجرفها بخلاف هدم العديد من المنازل بفعل قذائف المدفعية لدبابات الاحتلال المرابطة على حدود غزة" وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان قد أعلن أن الاحتلال دمر لسكان المناطق الحدودية منذ عام 2000 وحتى العام الجاري 1220 منزلا بين تدمير كلي وجزئي، وجرف في تلك المناطق نحو 4278 دونما (الدونم ألف متر مربع). من جانبه أوضح مركز "الميزان" الحقوقي أن قوات الاحتلال اغتالت من سكان المناطق الحدودية منذ عام 2005 وحتى العام الجاري 190 فلسطينيا ثلثهم من النساء والأطفال. ويقدم الصليب الأحمر والمؤسسات الأهلية مساعدات بسيطة لسكان المناطق الحدودية انصياعا لشروط المانحين الدوليين التى تعتبر الوصول إلى هذه المناطق بمثابة مغامرة لأنها غير آمنة. أ ش أ البديل أخبار/ عربى ودولى Comment *