أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ديفيد بترايوس، استقالته أمس الجمعة بعد أن كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) عن أدلة تؤكد تورطه في علاقة غرامية مع امرأة خارج نطاق الزواج. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن هذه المرأة هي الكاتبة باولا رودويل التي شاركت في كتابة سيرته الذاتية. وأصدر السيد بترايوس بيان يقر فيه بهذه العلاقة الغرامية بعد قبول الرئيس الأمريكي باراك أوباما استقالته التي تم إعلانها بواسطة وكالة الاستخبارات الأمريكية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئولين حكوميين قولهم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد بدأ فى اجراء تحقيق في "قضية جنائية" قبل عدة أشهر ليس لها صلة بالسيد بترايوس. لكن في سياق تحقيقاتهم حول عما إذا كان قد تم اختراق أجهزة الكمبيوتر المستخدمة من قبل السيد بترايوس، اكتشفت عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي دليلا على تورطه في تلك العلاقة الغرامية فضلا عن مسائل أمنية أخرى. وقال بترايوس في بيان استقالته الذى تم توزيعه على العاملين فى وكالة الاستخبارات "بعد أكثر من 37 عاما زواج، أنا تصرفت بسوء تقدير للغاية عن طريق تورطي في علاقة غرامية خارج نطاق الزواج"، مضيفا أن "مثل هذا التصرف هو غير مقبول من جهتي كزوج وكرئيس لمنظمة مثل منظمتنا. والرئيس أوباما قد تفضل بقبول استقالتي بعد ظهر اليوم". ومن جهته، قال الرئيس أوباما فى بيان له، أن بترايوس "قدم خدمات عظيمة للولايات المتحدة على مدى عقود"، بينما لم يتناول البيان بشكل مباشر سبب استقالة بترايوس، وأعرب الرئيس الأمريكي عن تمنياته لبترايوس وزوجته بكل الخير فى هذا الوقت العصيب. ومن جانبها، كشفت الصحيفة الأمريكية عن هوية تلك المرأة التى تورطت فى علاقة غرامية مع بتريوس قائلة أن هذه المرأة هي الكاتبة، باولا برودويل، التي شاركت في كتابة السيرة الذاتية لبتريوس فى كتاب جاء بعنوان "كل شئ: تعليم الجنرال ديفيد بتريوس". وذكرت نيويورك تايمز أن السيدة برودويل، البالغة من العمر حوالي أربعين عاما، هي متزوجة وأم لطفلين. تخرجت من جامعة ويست بوينت وتعمل باحثة فى مركز أبحاث هارفارد للقيادة العامة. وقالت الصحيفة أن العلاقة بينهما بدأت عندما تقابلت برودويل مع بتريوس عام 2008 فى جامعة هارفارد حيث كانت تجري بحث حول القيادة، ثم بدأت مراسلات بينهما عبر البريد الالكتروني لمناقشة بحثها. وأضافت أن بترايوس قام بدعوتها الى كابول خلال فترة خدمته فى أفغانستان وقررت أن تحول بحثها الى سيرة ذاتية عنه. وتابعت الصحيفة أن العلاقة العاطفية على الأرجح تطورت بينهما عندما أمضيا وقتا طويلا معا لكتابه سيرته الذاتية عندما كانوا في أفغانستان. ومن ناحية أخرى، لفتت نيويورك تايمز أنه بعد الاعتراف بتورطه فى هذه العلاقة الغير شرعية، فإن السيد بترايوس، البالغ من العمر 60 عاما، يواجه موقفا حساسا، حيث يتم النظر إلى العلاقات الغرامية خارج نطاق الزواج باعتبارها من الأمور التي لها حساسية خاصة لمن يعملون في مجال الاستخبارات والذين يشغلون مناصب حساسة فى الدولة. لذلك يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بأجراء تحقيقات لتحديد عما إذا كانت هناك أي مخاطر أمنية، حيث انه فى هذه الحالات وكالات الاستخبارات غالبا ما تكون قلقة بشأن احتمالية أن الاشخاص الذين يتورطون في مثل هذا السلوك يمكن أن يكون تم ابتزازهم للحصول على معلومات. يذكر أن بترايوس أنضم لجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد حياة مهنية حافلة فى الجيش الأمريكي، بما فى ذلك توليه مناصب عسكرية قيادية للقوات الامريكية فى العراق وأفغانستان. Comment *