* وفاة عاطل أشعل النار في نفسه بالإسكندرية... ومحام يحرق نفسه لعجزه عن الدفاع عن أبنائه.. وإنقاذ مواطنين من الانتحار لأسباب اقتصادية * أربع محاولات انتحار اليوم... وخمس خلال يومين... فكم غداً؟ كتب – خليل أبو شادي و احمد صبري وأماني عيسى وخالد الأمير ومحمد عبد الغني وليلى نور الدين ورأفت غانم أسفرت سلسلة حوادث الإنتحار حرقاً التي شهدتها اليوم القاهرة والإسكندرية عن وفاة شاب عشريني وإصابة شخص آخر بحروق مختلفة, في حين تم إنقاذ اثنان آخران قبل الإنتحار, وتعرض أحدهما للخطف من أمام نقابة الصحفيين, ليصبح عدد محاولات الإنتحار خلال اليوم فقط أربع محاولات. وفي الحادث الأكثر مأساوية, توفي الشاب أحمد هاشم البالغ من العمر 25عاما بمستشفى رأس التين العام التي تم نقله إليها من المستشفى الجامعي متأثرا بجراحه الناتجة عن الحروق التي أصيب بها جراء إشعاله النار في نفسه صباح اليوم. وقالت مصادر طبية بمستشفى رأس التين العام إن الشاب قد وصل المستشفى مصابا بحروق بلغت نسبتها95 بالمائة وأنه كان في غيبوبة كاملة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة منذ قليل بالمستشف .. وأكدت والدة محمد في تصريحات للبديل أن إبنها كان يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب توقفه عن العمل منذ فترة, وقالت إنه كان يعمل حمالا لمواد البناء مقابل عشرة جنيهات في اليوم وخلال الفترة الأخيرة كان الشغل قليلاً, مضيفة أنه حاصل على الإبتدائية وأنه أشعل النار في نفسه بينما كانوا نائمين. وفي حادث آخر, أقدم محمد فاروق محمد صادق محامي ويبلغ من العمر 50 عاماً على إشعال النار في نفسه أمام مجلس الشعب, قبل أن تتمكن قوات الامن من إطفاء النار ونقله إلى مستشفى المنيرة. وقال مصدر طبي إن حالة فاروق مستقرة وأن نسبة الحروق التي أُصيب بها 10 %, مضيفاً أنه أُصيب بصدمة عصبية جراء الحادث, وأنه سيخرج بعد 48 ساعة. وقال محمد في تصريحات أدلى بها في وقت لاحق “أنا مكسوف من ابني مصطفى الذي يدرس الآن في كلية الآداب لأنني لم استطع إدخاله الكلية التي يريدها بسبب الواسطة وأرسلت رسائل إلى كل الجهات ومنها رئاسة الجمهورية لكنني لم استطع ادخالة الكلية ، كما إنني لم استطع استعادت ابنتي من خاطفيها، ولم استطع تسديد ديوني وفى لحظة يأس ذهبت إلى مجلس الشعب وأمسكت في حديد المجلس وصرخت أنقذوني ولم يجبني أحد”, وأضاف ” لست نادما علي ما فعلت, لقد درست الحقوق لكي أخذ حقي وحق البسطاء إلا اني لم استطع إعادة ابنتي ” . و قال ممدوح إسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين بعد لقائه بالمحامى إن إصابته شديدة جدا في الساق، وأضاف انه يعيش قصة إنسانية مأساوية، فقد تم اختطاف ابنته “منى” من قبل احد أصحاب النفوذ والسلطة وانه يعانى من قلة العمل وتراكمت الديون عليه. وأكد إسماعيل أن النقابة ملتزمة بحل مشاكل المحامى الاقتصادية وسوف تسعي لإعادة ابنته المخطوفة منذ شهر نوفمبر الماضي . وفي حادث ثالث, تمكنت الأجهزة الأمنية من إنقاذ سيد سيد علي، موظف بالمعاش ومقيم بمدينة السلام قبل أن يشعل النار في نفسه أمام مجلس الشعب. وعثر الأمن بحوزته علي زجاجتين مملوءتين بالبنزين كانتا موجودتين داخل الحقيبة التي يحملها. وفي حادث آخر, تمكن أمن نقابة الصحفيين من إنقاذ مواطن قبل أن يقدم على الانتحار أمام النقابة. وقال أفراد من أمن النقابة إن محمد عاشور سرور حاول إشعال النار في نفسه ,احتجاجا على إصرار قيادات شركة مصر للطيران على عدم تنفيذ حكم قضائي بعودته إلى العمل, وأنه منذ 3 سنوات لم يتقاض راتبه .. وأضافوا أنهم اتصلوا بضباط في أمن الدولة الذي قاموا بدورهم بالإتصال بالشركة التي سارع مسئولوها إلى الإتصال بعاشور وأخبروه انهم سيقومون بتنفيذ مطالبه, لكنه رفض وقال انه يريد أن يقابل الرئيس ليحكي له الظلم الذي يتعرض له المواطنون وأنه لن يتراجع عن حرق نفسه ما لم يتم تنفيذ مطلبه وقال شهود عيان للبديل إن عاشور أصيب بغيبوبة سكر أثناء تواجده في النقابة وقام صحفيون بطلب سيارة الإسعاف لنقله للمستشفى, لكنهم فوجئوا بسيارة رقم 196771 ملاكي جيزة تخطفه قبل ركوبه الإسعاف. وبحسب الشهود, فقد أكد عاشور أن السيارة تابعة لقطاع الأمن بشركة مصر للطيران, وناشد الحضور عدم السماح لهم باصطحابه, محذراً من احتمال قيامهم بإيذائه. وكان المواطن عبده عبد المنعم، قد أشعل أمس النار في جسده أمام مجلس الشعب احتجاجاً على تعنت مجلس مدينة القنطرة معه ورفضه منحه حصته من الخبز المدعوم لمطعمه. وزعمت الداخلية أن عبد المنعم مريض نفسي, وهو ما نفاه جيرانه مؤكدين أنهم لم يشاهدوا عليه أية علامات نفسية ولكنه خلال الأيام الأخيرة كان مضغوطا بسبب المضايقات التي تعرض لها . يذكر ان اجهزة الامن المصرية قد اتخذت اجراءات احترازية شديدة فى المناطق الحساسة والتى كانت مسرحا للمظاهرات والاحتجاجات ومنها شارع مجلس الشعب وامام مجلس الوزراء وامام مجلس الشورى وامام مجمع التحرير بوسط القاهرة ، وامام نقابة المحامين ونقابة الصحفيين ودار القضاء العالي .