أكد وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور أن حرية الفكر ليست سؤالا وليد اليوم فعندما قامت ثورة 19 كان يُطرح هذا التساؤل . وأضاف عصفور - خلال المؤتمر الذي نظمته بالإسكندرية الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية تحت "مستقبل حرية الفكر والتعبير فى مصر" - اعتقد انه لم تحدث حرية فكرية مثلما تلك التي ظهرت مع ثورة 1919 ، حيث ظهرت أشكال عديدة من الحرية متمثلة في حرية ملبس المرأة والتعليم . وقال " أصبحنا الآن نعانى من اتساع الهوة بين النخبة والشعب، لذا فمقياس الجماهير غير دقيق لانتحدث عن مقياس الأغلبية لانه مقياس خداع ويلجأ له العتاة من الديكتاتوريين وأصحاب محاكم التفتيش . وأوضح عصفور أن الإبداع هو الخروج عن الأغلبية والجماعة وإضافة رأي وزاوية جديدة .. رافضا فصل قضية حرية التعبير عن حرية البحث العلمي والإبداع ، مؤكدا أنهم مرتبطون بعلاقة وثيقة، وضرب مثلا بفريق من علماء الإسلام يرفض نقل الأعضاء واصفا ذلك ب"البلوى " وحذر وزير الثقافة الأسبق من استفحال السلطة الدينية وإتيانها بتفسيرات يراها القائمون عليها، الأمر الذي سيؤدي إلي مصيبة ودخول لدولة أشد استبدادا .. مشيرا إلى أنه عندما تتحول السلطة الدينية إلى سلطة عامة فالمشكلة هنا تقع على كاهل المجتمع . من جانبه أكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية – خلال مشاركته بالمؤتمر - على وجود حالة من الزخم فى الآراء عقب ثورة 25 يناير ، معللاً ذلك بزيادة حرية الفكر، مشيراً إلى أن الأمر وصل في بعض الأحيان إلى القيام بممارسات خاطئة تحت مسمى "حرية الفكر والتعبير " . وأضاف الجندي: إننا في حاجة إلى وسطية الأزهر والكنيسة المصرية فى مواجهة الفكر المتطرف الذي بدأ يطفو على السطح وخاصة ونحن نمر بمرحلة تاريخية نصنع فيها دستورا لمصر . وقال الجندي "كل الأديان تنادى بحرية الفكر والابداع، وعندما نقرأ مايحدث فى التأسيسية من مناقشات لبعض المواد مثل الجدل القائم حول " السيادة للشعب " أم " السيادة لله" نجد الكثير من المغالطات، بالإضافة للحديث عن الماده الثانية والاصرار على استبدال كلمة " مبادئ الشريعة " بكلمة " أحكام الشريعة " فى حين أن الدستور يحدد " عموميات " وهو ما يتناسب مع كلمة "مبادئ " وليس "أحكام" ، متسائلا "أية أحكام نتبع فداخل المذهب الحنفى أربعة آراء؟ " . وتابع : بجانب ما تمت إثارته من قبل البعض بأن الديمقراطية حرام لأنها منتج غربي واستبدالها بكلمة "الشورى" بالرغم من أن كل البشر بدءا من "سيدنا آدم" موصولا ببعضه بحلقات ولكن مشكلتنا اننا نتأثر بما حولنا ولكننا لا نؤثر . واختتم الشحات الجندي تصريحاته قائلا "مايقلقنى ليس هذا الزخم الفكرى وانما محاولة سيطرة فكر بعينه أو فرض رأى بعينه" ، مشيرا إلى أنه هناك تخوفا عند البعض بأن يتم الإشارة لأمور داخل الدستور قد تخل بأحكام الشريعة الإسلامية، خاصة أن مصر إحدى الدول الموقعة على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان مثل "زواج المثليين " وغيرها من الأمور المخالفة للثوابت الموجوده فى الدين. يذكر أن المنتدى يستمر خلال يومي الجمعة والسبت ، بمشاركة نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعات وعدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية وشباب الإعلاميين وشباب الأكاديميين من مختلف جامعات مصر. Comment *