رفض المؤتمر الوطني الليبي المنتخب تشكيلة الحكومة التي اقترحها رئيس الوزراء المكلف مصطفى بو شاقور، وأعلن المجلس إقالة بو شاقور من منصبه، وذلك وسط مخاوف أمريكية في تأثير ذلك على سير التحقيقات في مقتل سفيرها وثلاثة آخرون في أجواء انتخابية تعيشها الولاياتالمتحدة. وسحب 125 عضو من المؤتمر الوطني ثقتهم من بو شاقور من بين 186 عضو حاضر، وأكد 44 عضوا ثقتهم برئيس الوزراء وامتنع 17 عضو عن التصويت، ويترتب على ذلك أن الحكومة الانتقالية ستقوم بتسيير الأعمال خلال هذه الفترة وفي نفس الوقت يناقش المؤتمر الوطني العام كيفية انتخاب رئيس وزراء جديد في أسرع وقت للخروج من هذه الأزمة. وناقش أعضاء المؤتمر الوطني مساء الأحد الآلية الواجب إتباعها لانتخاب رئيس وزراء جديد، حيث أعلنوا نيتهم بتجديد الثقة بحكومة تصريف الأعمال برئاسة عبدالرحيم الكيب لحين انتخاب رئيس وزراء جديد. وأكد بو شاقور أنه لم يأخذ في الاعتبار المصالح الجغرافية أو السياسية، منتقدا أعضاء المؤتمر العام والكتل السياسية الممثلة في المؤتمر الذين رفضوا الخميس اقتراحا أولا تقدم به رئيس الوزراء الجديد، ودعا بوشاقور المؤتمر إلى تحمل مسؤولياته في "هذه الأوقات التاريخية" وقد أعلن بو شاقور الأسبوع الماضي عن قائمته الأصلية التي ضمت 29 وزيرا، وسحبها بعد اعتراضات من المؤتمر الوطني واحتجاجات من المواطنين قائلين إنها لا تمثل كل قطاعات المجتمع الليبي. وشملت القائمة الأصلية العديد من الأسماء غير المعروفة وضمت أعضاء يعتقد أنهم من الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تضم القائمة أي مرشحين من تحالف القوى الوطنية الليبرالية. من جهة أخرى علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على إقالة بوشاقور من منصبه وذلك يعني أن تبقى الحكومة بلا قيادة منتخبة وديمقراطية لعدة أسابيع، وقالت الصحيفة إن التحقيق في الهجمات التي قتل فيها السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين، سيكون لها أولوية منخفضة لليبيين، ورأت الصحيفة أن ذلك يمكن أن يؤثر في سير التحقيقات بحرية وسط الفوضى السياسية التي تعم البلاد. وأوردت الصحيفة أيضا عن مخاوف أبداها بعض المسئوولين الليبيين حول سيادتها بشأن عمليات واسعة ل "إف بي آي" في بنغازي، المدينة التي شهدت مقتل الأميركيين ومهد الثورة الليبية، إضافة إلى مخاوف أمنية أبقتهم بعيدا عن المدينة، وعلى الرغم من زيارة الجهاز الأمريكي يوم الخميس من أجل عمليات تمشيط واسعة حول مقر البعثة الأميركية هناك. وصرح محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا الشهر الماضي لصحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية أنه سيجري حوارا شاملا يضم جميع الإسلاميين حتى المتورطين بتنظيم القاعدة، كوسيلة لتفكيك الميليشيات التي لعبت دورا في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في محاولة لإعادة الأمن المتدهور، وأكد أن كل من يرفض الحوار لتحديد مستقبل البلاد يصبح متطرفا على حد قوله. Comment *