بعد الدعوة التي أطلقها الشاعر جمال بخيت بمعرض الجزائر الدولي للكتاب وتناولتها وسائل الإعلام والتي دعا فيها المثقفين والقوى السياسية إلى قبول فكرة الدستور المؤقت ريثما تنضج جميع القوى خلال الفترة القادمة , وتوفير الجهد المستنزف من أجل حل الجمعية التأسيسية الحالية لأنه في حال تشكيل جمعية تأسيسية جديدة ستكون أسوأ حالاً من الحالية . علق الشاعر والناشط السياسي شعبان يوسف على دعوة بخيت بالقول إنه "قد تكون له منطلقاته وقد يكون صائب في فكرة أن الدستور القادم دستور مؤقت لأن اللجنة المكلفة بصياغة الدستور الحالي ليست مؤهلة مطلقاً لكتابة دستور مصر الثورة , لكني لست مع دعوة قبول الدستور المؤقت إلى أن تنضج القوي الوطنية , القوي الوطنية بها شريحة كبيرة ناضجة وقادرة على الضغط من أجل تغيير المصير" . وأشار يوسف إلى أن الدستور القادم سيكون معركة المثقفين الحقيقية وبدون "التسبيق" بفكرة الهجوم قبل الإنتهاء من الصياغة النهائية للدستور , نحن سنطّلع على الدستور في صياغته النهائية وسنناقشه , والعبرة بقناعات الشعب وموافقة الجماهير الشعبية عليه من خلال إستفتاء شعبي. وعن إمكانية تمرير الدستور بمواد قد توافق تياراً سياسيا معيناً من خلال استفتاء شعبي مماثل لاستفتاء 19 مارس يورط المصريين فى دستور لا يمثل كل المصريين ، قال يوسف إننا نراهن على وعي الشعب المصري , فلم يعد الشعب المصري بنفس درجة الوعي بمرحلة استفتاء 19 مارس , لقد ضُخت دماء جديدة في عروق هذا المجتمع خلال هذه الفترة ، وحتى إن وافق الشعب المصري على دستور مصاغ على هوى جماعة بعينها سنضغط من أجل تغييره من خلال توحيد الصف و تحالف المثقفين مع القوي والأحزاب السياسية وهو ما بدأه المثقفين بالفعل بالإلتئام بالتيار الشعبي وغيره من التيارات الفاعلة . وقال الروائي إبراهيم عبد المجيد إنه مع الضغط على اللجنة التأسيسية من الآن وليس مع فكرة الإنتظار إلى أن يتغير الحكم أو السياسة السائدة وتنضج القوى الوطنية مثلما صرح بخيت لأن التاريخ علمنا أن أنصاف الحلول لا تصل بنا إلى حلول صحيحة وكاملة ترضي جميع طوائف الشعب المصري . وأضاف أن حزب الحرية والعدالة والأحزاب الدينية لابد أن تصنع من البداية إمكانية للتواصل مع الطرف الآخر أو الطرف المخالف لهم فكرياً وثقافياً ودينياً وذلك للحفاظ على استقرار الوطن وضمان تقدمه . وأكد عبد المجيد على ضرورة اصطفاف المثقفين لتكوين رأي عام يدعم حرية الفكر والتعبير ويضغط على اللجنة التأسيسية الحالية من أجل مراعاة حقوق وحريات الشعب المصري وخاصة بعد الخطوات الممنهجة التى تحدث ضد المثقفين والنشر وحرية التعبير . القبول بفكرة الدستور المؤقت تخاذل غير مقبول وعلى المثقف أن يناضل من أجل دستور يحفظ حقوق وحريات كافة طوائف الشعب المصري . نراهن على وعي الشعب المصري في الإستفتاء القادم للدستور وإن خذلنا الشعب سنستمر في النضال من خلال الأحزاب السياسية