سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"لوس أنجلوس تايمز": الهجوم على الدبلوماسيين الامريكيين لفت انتباه واشنطن ل"مخاطر الربيع العربي".. والحكومات العربية الضعيفة لا تستطيع السيطرة على الجماعات الإسلامية بعد سنوات من القمع
ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الامريكية - في تقرير لها عن العنف الدائر الآن في الشرق الأوسط - أن الولاياتالمتحدة كانت قد رحبت بالثورات العربية ، ولكن الهجوم على البعثات الأمريكية في المنطقة تعكر جهود واشنطن في تدعيم الفترات الانتقالية فى بلدان الربيع العربى . وأشار التقرير إلى أن سلسلة الاحتجاجات التي اجتاحت بلدان الشرق الأوسط ضد أمريكا هذا الأسبوع لفتت نظر البيت الأبيض إلى مخاطر ثورات الربيع العربي، حيث أن القمع الطويل لحريات الجماعات الإسلامية فى الدول العربية منذ سنوات جعل من الصعب سيطرة الحكومات الضعيفة عليها ..وان تلك الاحداث خلقت أزمة عميقة في واشنطن حيث يحاول البيت الأبيض الآن تأمين البعثات الدبلوماسية بالخارج وإعادة تقييم المصالح بالمنطقة. وتضيف الصحيفة أن التحدي لتلك الاضطرابات المفاجئة هو إعادة أمريكا نظرتها لمصر، حيث تعتبر مصر ثاني أكبر متلقي للمساعدات الأمريكية، ولطالما نظرت إليها واشنطن على أنها محور السلام في الشرق الأوسط. وتنقل الصحيفة على لسان أوباما ما صرح به للشبكة الإعلامية الناطقة بالأسبانية أن " لا أعتقد أننا نعتبر العالم العربي حليفاً لنا، ولكننا أيضاً لانعتبرهم أعداءً، والعلاقة بين مصر وواشنطن لازالت مستمرة " . كما ذكر التقرير أن السكرتير الإعلامي بالبيت الأبيض جاي كارني وصف أمس تلك التصريحات التي أدلى بها أوباما قائلا " انها مصطلحات قانونية ودبلوماسية.. وأن السياسة الأمريكية تجاه العالم العربي خاصة مصر لم تتغير" . وأوضح التقرير أن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أمس الخميس أن مصر لازالت أهم حليف لها من خارج حلف الناتو، كما كانت على مر ثلاثة عقود. وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض كان قد أنزعج بشدة من تصريحات الرئيس محمد مرسي التي اقتصرت حول إدانة الفليم المسيء للرسول، واعتبرت أمريكا أن ذلك سوف يزيد من أعمال الشغب، ولكن بعد الحديث الهاتفي بين أوباما ومرسي أمس فقد أدان مرسي أخيراً الاعتداءات على السفارة وعلى النقيض من موقف أوباما من مرسي ..فقد صرح أوباما في وقت سابق بكلمات طيبة حول ما قامت به الحكومة اللليبية حيث ساعدت قواتها في مواجهة المتشددين المسلحين الذين قاموا بالهجوم على القنصلية الأمريكية هناك. ونقل المسؤولون في الإدارة الأمريكية آمالهم بأن يكون العنف قد بلغ ذروته، وألا يستخدم رجال الدين اليوم في صلاة الجمعة الفيديو المسيء في القاهرة و بلدان العالم الإسلامي لإراقة المزيد من الدماء . وبعد تعهد أوباما بالعمل مع الحكومة الليبية بتقديم الجناة للعدالة، فإن النائب الجمهوري كاي جرانجر الذي يرأس اللجنة الفرعية للمخصصات المالية بمجلس النواب قد علّق مؤقتاً مساعدات أمريكية بقيمة 2.7 مليون دولار أمريكي ..محذراً من أن " كل الحكومات الأجنبية يجب عليها أن تفي بالتزامها في توفير الحماية والآمان للدبلوماسيين الأمريكيين على أراضيها"...بينما طالب أعضاء آخرون بمجلس النواب بقطع أو تجميد المساعدات عن مصر. وأشار التقرير إلى أن تلك الاضطرابات تؤثر على السياسة الأمريكية تجاه سوريا حيث يرسل بشار الأسد الطائرات والدبابات لسحق الثورة الشعبية المسلحة، حيث أن البيت الأبيض رفض إرسال الأسلحة إلى المعارضين السوريين خوفاً من العلاقات الوطيدة لبعض المعارضين بتنظيم القاعدة أو الجماعات الإسلامية المتشددة هناك . واختتمت الصحيفة تقريرها بأن معظم الخبراء يطالبون أوباما بعدم المبالغة في رد الفعل لمحاولة تجنب أضرار دائمة من الممكن أن تصيب علاقة أمريكية بالحكومات الحديثة في العالم العربي ، حيث أكد بول سالم مدير مركز كارينجي بالشرق الأوسط أن الاتجاه نحو كسر الروابط وأشكال التعاون بين الولاياتالمتحدة والحكومات العربية الحديثة سوف يكون له تأثير سيء على الطرفين . Comment *